الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

العاصفة الثلجية




عجز الدولة في مواجهة موجة الثلج ودور القوات المسلحة في العاصفة وما قام به الملك خلاله

العاصفة الثلجية التي اجتاحت الوطن لم تكن وليدة الساعة كما الزلازل والبراكين ، ولكن الحكومة والشعب كانا على علمٍ مسبقٍ بها من اسبوع ٍ وننتائجها المتوقعة او المحتملة معروفة مسبقاً.

والثلج ليس جديدا على السلط وعجلون وعمان والشوبك ربما تختلف كمياته من سنة لأخرى ولكن نتيجته معروفه اغلاق الطرق والذي يعتمد في سرعة رفع اغلاقها الامكانيات المتوفرة وهمة العاملين المخلصين الأمناء على وطنهم .

إنّ أكبر المشاكل التي نتضرر منها هي فساد أبواق الاعلام الذي وجد ليكون مضللاً لا ناصحاً من خلال تطمين المواطنين على أنفسهم وأن الحكومة على جاهزية عاليه لمواجهة كافة الظروف المحتمله وهو معاكس للحقيقة والواقع .

ومشكلة الوطن الثانيه مع المسؤولين الذين همهم عدم كشف سوء عوراتهم التي تكشف رغم انوفهم .

وتطول قصتنا في الوطن الحبيب مع قضايا التقصير ، ومن هذه المشاكل ، عدم وجود كوادر كفؤة ومدربة للتعامل مع الكوارث الطبيعيه كالحرائق الكبرى والزلازل والبراكين أو كوارث الفيضانات والحروب ، ومنهاعدم وجود الآليات المناسبه والتي يجب ان تتوفر في كل محافظات المملكه مع فرقها المختصه لمثل هذه الظروف.

واذا استكملنا مشوارنا مع التقصير ومن خلال معرفتي ومشاهداتي حتى موظفين البلديات متعمدين يقوموا باتلاف آليات البلديات كالجرافات والضاغطات والقلابات حتى لا يقوموا بعملهم وهذا على حساب الوطن .

واذا كانت الآليات صالحة فإن ميزانيات البلديات فارغه ولا يوجد ثمن وقود لتشغيل الجرافات، او ان عددها غير كافٍ ليؤدي دوره ،وإن كان عددها كافٍ وهو على الاغلب لا يزيد عن جرافه أو اثنتين في كل بلدية،وغالبا نجد السائق أو فريق العمل متباطئ في عمله ولا يقوم به بأمانة وإخلاص .

ورغم ما نسمع عن غرف العمليات والتنسيق فهو تنسيق وهمي لا أكثر، وإن كان حقيقياً، فما دمنا لانملك الخبرات الكافيه والخطط الاستراتيجيه والآلات الداعمه للخطط والتنسيق بين أجهزة الدولة يبقى كل ما ذكر من تنسيق ليس الا تطمنيا كما ذكرت بالمقدمه يقدمه اعلام فارغ المضمون والمحتوى .

أما عن دور المواطن فكلنا مواطنون صالحون مخلصون لوطننا وامتنا كاعلامنا الفارغ والشعب هو رديف الدوله فأين دور مؤسسات المجتمع بكل اشكالها وأين الشركات الخاصه التي فيها من الامكانيات التي تفوق الدولة من حيث عدد الآلات وأين دور المواطن الصالح الذي يجب ان يقوم هو بنفسه ويساهم بفتح الطريق امام بيته ومحله اولا باول، ومن خلال المشهد كانت حكومتنا ومؤسساتها المختلفه فاشله فشلا ذريعا لا يمكن التستر عليه .

أما قواتنا المسلحة فهي واجبها ككل جيوش العالم حماية الوطن من الداخل والخارج في كل الظروف ورغم الثناء الذي سمعته وقرأته إلا أنني وبصراحة غير راض عن الدور الذي قامت به مع حبنا واحترامنا لجيشنا العربي الباسل والسبب انه رغم تدخل الجيش بكل امكانياته إلا أنه لم يحل المشكله وبقيت الطرق مغلقه والكهرباء والاتصالات معطله وآلاف السيارات داخل العاصمه وخارجها محجوزة لليوم الثاني والثالث وحتى نشهد لقواتنا المسلحة انها قامت بدورها كما يجب عندما عجزت الحكومة وأجهزتها المختلفه عن حل المشكله تكون هي قامت بالمهمه وحلت جميع المشاكل العالقه ولكنها لم تقوم بذلك وبهذا بالنسبة لي ارى ان دورها من دور الحكومة والكل سواء .

أما ما قام به جلالة الملك من زيارة لغرفة العمليات وبطريق عودته قام بمساعدة احد المواطنين او قيامه بحمل المساعدات بيده ونقلها بالطائرة فهذا ليس دور الملك في الازمات ان يعمل بنفسه ويده .
إن دور جلالة الملك هو قيادة وطن ارضاً وشعباً وبناء إنسانٍ منتمي لوطنه متفاني في عمله يشعر انه في مركزه هو ملكاً للبلاد لأن هذا وطنه وهذه أمته .

إن دور الملك أن يختار فريقا وطنيا من اصحاب الكفاءات والخبرات ليقلدهم الأمانه ويحاسب المقصرين ويقرب الأمناء .
إن دور الملك ان يطمئن ويُطمئِن شعبه أنه يقود فريقا قادرا على بناء خطط استراتيجيه سياسيه وعسكريه واقتصاديه واجتماعيه ويتأكد ان التقارير التي تصل بين يديه متناهية الدقه عند مطابقتها مع ارض الواقع .
ولا أرى أن ما قام به الملك الا تبرئة لذمته من التقصير الحكومي وإرضاء للشعب وليس أكثر من ترضيه رمزيه على قيامه بدوره وتقصير الحكومه .
ومن هنا يمكننا القول أن اعلامنا كاذب ، ومواطننا غير منتمي ، ولا يوجد لدينا خطط استراتيجيه حقيقيه لإدارة الأزمات ، ولا توجد لدينا الامكانيات الماديه الكافيه لإدارة الازمات حال وقوعها ،وأن ما نسميه بغرف العمليات كما قرأت من كل المنشورات هي غرف وهميه لم تلبي ادنى نداءات وصرخات واستغاثات المواطنين ، وجهازنا الحكومي مترهل ضعيف ، وبلدياتنا خدماتها معدومه ومنهكة واسبابها تطرقت لها .

وطننا ليس بخير ، الأيادي التي اؤتمنت علينا غير نظيفه ،امكانياتنا معدومه ، وإذا تعرضنا لا سمح الله لهزة او زلزال سترون ما لم اقوله ولكن ستعلمون انكم حينها بلا دولة .

إن اول خطوة على الحكومة ان تقوم بها عند مراجعة حساباتها ، أن توفر الامكانيات المادية واعني الآلات الحديثه المتخصصة لإزالة الثلوج من الطرقات كدول اوروبا وتوزيعها على مدن المملكه ، وتوفر للبلديات الامكانيات الماديه من الآلات والوقود ، وان تبنى خطط استراتيجيه وفرق مدربه على ادارة الازمات كالسيول والثلوج والزلازل ، ومواجهة الحرب الكيماويه والنوويه لأن مفاعل ديمونا والمفاعلات الصهيونيه آلية السقوط والانهيار وهذا يجب ان يكون ضمن الخطط الاستراتيجيه بعيدة المدى ،وان يكون هناك تنسيقا بين كافة الوزارت الداخلية والبلديات والاشغال والامن العام والدفاع المدني والقوات المسلحة ويعلم كل فريق ما هي الامكانيات التي يمتلكها وقدراتها العمليه والتدريبيه ضمن مساحات المملكه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق