الاثنين، 3 مارس 2014

حدود امارة شرق الاردن

تشكيل حدود امارة شرق الاردن ودول الجوار

المقال الحادي والعشرين....... (21)

بعد ان قدم كلوب باشا من العراق ،وشكل قوة حرس الحدود ،بدأت بريطانيا عملية ترسيم الحدود بما يخدم مصالحها اولا ، وكان اهم دور للفيلق العربي الذي يقوده كلوب باشا حماية الحدود من غزوات آل سعود بقيادة الاخوان الوهابيين ، وصد العمليات التي يقوم بها الثوار السوريين ، ولكن الحدود مع فلسطين والعراق في تلك المرحلة فقد كانت آمنه كونهما خاضعتان لسلطة الانتداب المباشرة وقواتها الامنيه ،وساهم فيلق كلوب باشا في تأمين حدود فلسطين من الاخوان والثوار السوريين.

تبنت بريطانيا في العام 1924 في مؤتمر الكويت خطه بان يتخلى عبدالله عن منطقة الكاف عند الطرف العلوي لوادي سرحان لابن سعود،وان يتخلى آل سعود عن واحة الخرمه للشريف ، ثم يوافق ابن سعود على الحاق العقبة ومعان الى الامير عبدالله ،لكن الشريف رفض الفكرة ولم يقبل ان تكون معان والعقبة جزء من الامارة واصر ان تبقى جزءًا من الحجاز لذلك زارها عام 1924 ليؤكد انها تابعه لمملكته في الحجاز .

حاولت بريطانيا اغراء عبدالله بانها سوف تحمي العقبة ومعان اذا وافق ان تصبح جزءًا من الامارة ،فوافق بشرط ان تصبح بريطانيا وسيطا للحرب المشتعله بين الهاشميين وال سعود ، لكن البريطانيين رفضوا فكرته ،مم اضطر الحسين ان يلجأ الى العقبة ،وجوده بها أجج ابن سعود ،وجعلها هدفا للإحتلال لضمها الى سلطتهم في الحجاز وطرد الشريف منها بحجة انه يدعم الثوار ويحشد قواته ضد آل سعود ، ورأت بريطانيا نفسها مضطره ان تعلن ان العقبة ومعان الحجازيتان تابعتان للأمير عبدالله ،وتم ترحيل الحسين ، وذهب عبدالله الى معان ليعلن الترتيبات الادارية الجديدة للإقليم .

قبل ان يسقط حكم الهاشميين في الحجاز لم يبقى الا علي الذي اراد ان يتنازل عن العرش ،فقام السير غلبرت كلايتون سنة 1925 بالتفاوض مندوبا عن بريطانيا بين حكومة نجد آل سعود وحكومة العراق والامير عبدالله على ترسيم الحدود بينهما وتم التوقيع على الحدود باتفاقيه سميت اتفاقية جده .
وبموجبها تم رسم خط بين الحجاز والامارة قريبا من الخط الحالي واستثنيت معان والعقبة من الحدود ، وضمت الى الاردن ، على ان يفتح ممر بري دائم لابن سعود مع سوريه عبر الممر العراقي الشرق اردني الذي كان معبرا استراتيجيا لبريطانيا اكثر من ابن سعود ،وكذلك تم الحاق وادي الكاف ووادي السرحان الى السعوديه كاملين ، اما سبب ضم العقبة ومعان للامارة ليس من اجل ايجاد ميناء بحري كما يتوهم البعض ولكن الهدف ان لا يكون للسعوديه حدود مشتركه مع فلسطين وسيناء مصر لأنها تخشى على المدى الطويل ان يضعف سيطرتها على منطقة الانتداب التابعة لها .

أما الحدود السورية فكانت منطقة تنازع بين بريطانيا وفرنسا ،رغم التفاهم على اتفاقية سايكس بيكو ، فرنسا ترى ان كثيرا من الدروز هربوا الى الاردن ويحملون الهويه السوريه هوية حكومة جبل الدروز ،واغلبهم سكن الازرق ،ووجهة نظرها ان حدودها عند آخر منطقة اقام فيها سوريين وتعتبر منطقة تابعه لحكومة جبل الدروز وبقي الخلاف من العام 1927 حتى العام 1931 حتى تم الاتفاق على رسم الحدود بين الدولتين .

موافقة بريطانيا على ترسيم الحدود والتنازلات التي قدمتها كان لها هدفان ،الاول ان تمد خط نفط من العراق الى فلسطين عبر الاردن ، والى جانبه خط سكة حديد من العراق الى حيفا .

4-3-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق