الثلاثاء، 4 مارس 2014

صراع الامير عبدالله مع الانجليز



صراع الامير والانجليز

المقال الثاني والعشرين..(22)
منذ قدوم الامير الى شرق الاردن وهو في صراع دائم مع الانجليز،فحلمه بما وعدت بريطانيا ابيه لم يجف ،وعينه تارة على الحجاز ،وتارة على سوريا ،أو فلسطين والعراق ،لكنه حلمه بسوريا تبدد لأن الملكية قتلت احلام القوميين السوريين ،وشقت صفوفهم بين مؤيد ومعارض .

في العام 1932 ،تم اتهامه بانه سببا في انتفاضه قبليه على آل سعود وقد فشلت ،واعتبر هذا انتهاكا للإتفاق الموقع مع بريطانيا 1928 ، وبعدها اتهم انه سببا في انتفاضه ثانيه في عسير معاديه لأل سعود في عسير ،وكاد ان يدفع عرشه ثمنا لذلك، لكن بريطانيا للضرورة الملحة غضت الطرف عنه .

نتيجة هذه الاحداث ضغطت عليه بريطانيا ليحسن العلاقات مع آل سعود،وتوقيع معاهدة لإنهاء الخلاف بينهما،قاد المفاوضات كوكس عن الجانب الاردني ،والسير اندرو ريان عن آل سعود يعني البريطانيين يفاوضوا بعض كحال اليوم باسم العرب ،ومن جلافة ابن سعود يقول نحن علاقاتنا ليست مع عبدالله ولكننا نفاوض بريطانيا صحي النوم يامفاوض ،ليش انت من تفاوض ام هناك من يفاوض عنك ؟.

واستمر طموح عبدالله التوسعي ،واحلامه بوطن عربي كبير ،واخذ يناور على العراق بعد موت فيصل ،لأنه يرى انه هو الاحق بعرش العراق من فيصل وان بريطانيا منحت اخيه العراق بغير وجه حق عندما حرمته منها في العام 1921 ،وناور كي يكون وصيا على الملك غازي ،لكنه لم يفلح ،واستمر حلمه حتى بعد وفاة علي  عام 1935 ، وطرح فكرة الهلال الخصيب واراد ان يضم الهلال الخصيب تحت حكمه كونه الاكبر سنا كذلك لم يفلح ولم ترد بريطانيا منه ان يكون سوى اميرا على شرق الاردن فقط باساليبها المعروفه واهدافها الخفيه.

وبعد ان اوصدت كل الابواب في وجه احلامه التوسعيه ،لم يبقى امامه الا فلسطين ، فكانت بريطانيا تواجه مشكله في التعامل مع الفلسطينيين عام 1936 ،وهناك الثورات والانتفاضات ،ورأت فيه بريطانيا وسيطا اكثر اعتدالا ووسطيه من الفلسطينيين.

الطبيعة الجغرافيه لضفتي النهر بشقيه الشرقي والغربي والمصالح البريطانيه العسكريه والاستراتيجيه حتّمت على بريطانيا ان تقيم علاقة وثيقه بين الحكومتين شرقي النهر وغربيه،نتيجة التداخل الاداري ،فالمندوب السامي في فلسطين ،هو من يدير شرق الاردن ،وهو من يمثل الحكومه في فلسطين ولكن بدون هيئات وطنيه فلسطينيه،والامير كانت بريطانيا تعتبره رئيساً رمزياً او شكلياً ،وهي من تدير البلاد منخلال المندوب السامي .

كذلك العبور والتنقل بين الضفتين لم يكن يحتاج لتأشيرة دخول او اي وثيقه،وتقول الوثائق ان الليره الفلسطينيه هي العمله السائده بين ضفتي النهر عندما اعتمدت عام 1927 من بريطانيا ،كذلك كانت هناك عمليات نزوح كبيره ذكرتها سابقا من الموظفين الذين ارسلتهم بريطانيا لشغل المناصب الاداريه الجديده في الامارة، وبالتالي فإن اي مشكله سياسيه او اقتصاديه كانت يتأثر بها ابناء شرقي النهر وغربيه .
4-3-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق