الثلاثاء، 21 يناير 2014

لماذا قدم عبدالله الى شرق الاردن وتخلى عن الحجاز؟

جواز السفر الفلسطيني وعلاقته بجواز السفر الاردني
المقال التاسع ....(9)
لماذا قدم عبدالله الى شرق الاردن وتخلى عن الحجاز؟
ولماذا اختار معان بالذات ؟
تلاشت احلام عبدالله ،الذي لم يكن يحمل اي لقب في ذلك التاريخ في الحجاز،وبعد طرد فيصل من سوريه أصبحت أملا له بان يجد بها موطئ قدم.

بعد معركة ميسلون هرب المثقفون العرب مع فيصل واغلبهم كانوا متعلمين تخرجوا من الجامعة التركية ومن سوريا واوروبا.

هذه النخب المثقفه اغلبها علمانيه وكانت منظمه الى جمعية ((العربية الفتاة)) وتطالب باستقلال العرب من قبل عن تركيا ونشطوا في النضال ضد فرنسا ،وكانوا سوريين وفلسطينيين ولبنانيين وعراقيين،فاجتمعوا في عمان ومنها بدأ نشاطهم وتحركهم.

عمان في تلك الفترة من ثلاث مصادر تركيه وبريطانيه كان عدد سكانها من 2000-3000 نسمه بمن فيهم الشركس الهاربين من الحرب ولجأوا اليها ومعظمهم يقيم في الاثار بجبل القلعه،أما المدينه فكانت على السيل وسط البلد وهو شريط طويل يقيمون على ضفته.

فدعاه هؤلاء القوميون المثقفون الى حركتهم الهادفة الى استعادة سوريا العرب ،فانطلق مسرعا لأنه وجد ثغرة يضغط من خلالها على بريطانيا لتعيره شيئا من الاهتمام،وينال حصته من الحكم.

في السابع والعشرين من ايلول 1920 انطلق الى شرق الاردن مع قواته التي قدرت بين 500-1000 فارس وقوافل من الخيل والجمال ،وكان يحمل معه 90 الف جنيه ، 70 الف منها جمارك جده، و20 الف قروض اجباريه جمعها من التجار انتزاعا منهم رغم انوفهم .

من المدينه ركب القطار متوجها الى معان تاركا آل سعود ومتخليا عن حربهم ولكن بقي اهله ووالده هناك.

معان كانت افضل موقع له، فهي منطقة نزاع بين الحجاز وبريطانيا ،فالاولى تعتبرها من اراضيها ،وبريطانيا كانت وضعتها ضمن الانتداب على فلسطين وضمن خرائطها واراضيها.

تعتبر معان منطقة جمع وسقايه لكل القبائل المتنقله بين وادي الاردن غربا مع فلسطين، وشرقا على امتداد واد السرحان،فهي ملتقى ابناء شرقي النهر وغربيه الرحل المتنقلين ،وهنا فرصته لحشد القبائل ضد فرنسا، ولها ميزة انها تقع على سكه حديد الحجاز، وفيها مكتب برق ،يمكنه من معرفة ما يدور من احداث .

بقي فيها ثلاثة اشهر مراقبا، وكانت المنطقه الواقعه شمال معان تابعه لحكم دمشق على اعتبار انها جزء من مملكة فيصل ،وهذا اربك بريطانيا لأنها لم تحدد حدود سوريا فهل هذه المنطقه تابعه لفرنسا شمال معان ام لبريطانيا، فاصبح شرق الاردن بين صراعين لم تعلنه بريطانيا منطقة انتداب ولم تعلن انه ليس جزءا من جنوب سوريا،أو تابعا لها .

تنبهت بريطانيا الى ذلك،فقرر وزير الخارجيه البريطاني اللورد كيرزون ان شرق الاردن ،مفصولا عن جنوب سوريا ومستقلا عنها، ولكن سيبقى على علاقه وثيقه في فلسطين .

بدأت فرنسا تتناغم مع سكان جنوب سوريا ،شرق الاردن لتكسب ودهم وبدأت تقدم الهدايا بسخاء لشيوخ القبائل ، تنبهت بريطانيا ثانيه اكثر واعدت الخطط كي تجعل شرق الاردن مرتبطا مباشرة مع ادراتها لفلسطين.

بريطانيا لم يكن يهما شرق الاردن سياسيا ولا اقتصاديا كما العراق وفلسطين لافتقاره للموارد الطبيعيه ، ولكنها لاتريد ان تستولي فرنسا على هذه الارض ،كما انها كانت تهمها لأنها ضمن خطط التوسع الصهيوني والتهجير ،واعتبرت شرق الاردن مهما كحلقة وصل بين العراق وفلسطين لنقل النفط من خلال انبوب التابلاين ،واهم شيء جعله فاصلا امنيا طبيعيا في حال قامت دولة اسرائيل ، هذا الحاجز يحميها من غزوات القبائل العربيه القادمه من الجزيرة وخاصة (الاخوان) الذين سنتحدث عنهم لاحقا وغزوهم للقبائل في شرق الاردن.

مشكلة شرق الاردن في عين بريطانيا ؟
الحلول والاقتراحات؟
قدوم عبدالله وارباكه لبريطانيا؟
مواضيع نتناولها في المقالات القادمه.

أعشق الجنوب أرضه وهوائه وأبنائه فكل الحب لهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق