جواز السفر الفلسطيني وعلاقته بجواز السفر الاردني
الجزء الخامس ..(5)
الثورة العربيةالكبرى
كل ما كان يحلم به الشريف الحسين هو ان يكون ملكا للعرب ،وبديلا للسلطان العثماني ،وأن يكون نظام الحكم وراثيا له ولأولاده من بعده مدى الحياة،وكان عبدالله هو الاقرب اليه ، وهو من يحرك السياسة ويسوسها بين الدولة العثمانيه من ناحية والانجليز من جانب آخر،وتحدثت عن دور كل من ابناء الشريف في تحريك الراي العام ضد العثمانيين وتناولته سابقا.
مابين الاعوام914-916 وبالتحديد 915 بدأت المراسلات بين الشريف حسين ومكمهون المفوض البريطاني في مصر (ارجع للمراسلات) واقرأها ،وكان جل هم بريطانيا وقوف الشريف خسين الى جانبها لما له من أثر ديني في تاجيج مشاعر المسلمين في امبراطوريتها كالهند ومصر لو دعى الى الجهاد ضدها لأن اغلبهم مسلمين،والخوف من تحريض اهل الشام والعراق في الوقوف في وجه بريطانيا اثناء انشغالها بالحرب .
المراسلات كانت تهدف الى تقاسم بلاد الشام والحجاز بين الشريف حسين وبريطانيا والتي وعدته ان يكون ملكا لكل العرب باستثناء بعض المناطق التي حددتها بريطانيا،وكان طموحه من البحر المتوسط الشام الى البحر الاحمر وايران وبلاد فارس،باستثناء اليمن،ولكن بريطانيا حاولت تقنع الشريف ان يؤجل الدخول بالتفصيلات لمرحلة لاحقة يتفقا عليها .
اثناء المفاوضات كان الشريف لازال مرتبطا بالدولة العثمانية التي تقدم له الدعم المادي ليدير الدولة وبنفس الوقت بريطانيا تقدم له الدعم ليتخلى عن الدولة العثمانيه ، فبريطانيا قدمت له سنة 1916 ستون الف جنيه استرليني دعما 60000،وبنفس الوقت قدم له السلطان حوالي 50-60 الف ليرة ذهبيه عثمانيه.
ماقدمته بريطانيا هو سخاء لشراء الولاء ،وتنظر الدولة العثمانيه انه واجب ،ومقابل ما قدمت له تركيا من مال طلبت منه ان يرسل جنودا للوقوف الى جانبها ضد بريطانيا كونها متحالفه مع المانيا والنمسا،وفي هذه الفترة عمدت تركيا الى قمع انصار فيصل القوميين العرب في سوريا ،ومنعت الغذاء من الوصول بالبحر الى الحجاز خوفا من تهريب الاسلحه للدولة العثمانيه .
حينها وجد الشريف نفسه مضطرا ان يعلن موقفه بالوقوف الى جانب بريطانيا في حربها ضد تركيا في العاشر منة حزيران 1916 معلنا انطلاق الثورة العربية الكبرى،وبدأت قواته بالتحرك ضد الاتراك في الحجاز وسقطت بيده كل مكه وجده،ثم تحرك عبدالله الى الطائف وبها حاميه تركيه وبمعاونة المدفعية المصرية أخذ يقصفها من الصباح للمساء ،ولكن الاتراك صمدوا واستبسلوا فهو يهدم وهم يبنون،واخيرا استسلم الاتراك وعددهم نحو 82 ضابطا والفي جندي ،وبعض عائلاتهم المدنيه ،وكان عبدالله حريصا ان لا يسيء لهم لأن الامور لم تتضح بعد على جبهات القتال ولا يريد ان يخسر تركيا لو قتلهم.
عاد عبدالله منتصرا الى مكه ثم الى جده ليلتقي سكرتير الشرق في المفوضية السامية بمصر (رونالد ستورز) وبحث امور الحرب في الحجاز،وحاول ان يتوسط لصديقه في مصر الذي تحدثت عنه سابقا عباس حلمي خديوي مصر ليعيده للحكم بعد عزله ،وبحث المبالغ الماليه التي كان وعد بها 10000 جنيه دعما له لشراء ود رموز القبائل ،وارسال قوات بريطانيا لدعمه في حربه بالحجاز ،ولكن ستورز لم يتمكن من تحقيق ايا من مطالبه.
شعر الشريف وابنه عبدالله بالذعر والخيبه من موقف بريطانيا المتقاعس ،وشح الموارد المقدمه فقررا تشكيل حكومة على النمط الغربي ،الشريف ملكا ،وعبدالله وزيرا للخارجيه،وعلي رئيسا للوزراء ،وفيصل وزيرا للداخليه ،ولكنها حكومه شكليه معنويه خاليه من اي مضمون حقيقي او اية مقومات،وتم جمع رجالات الدين والقبائل الذين وافقوا على تسميته وتعيينه ملكا على العرب .
وكي يسوق عبدالله والده الشريف الحسين ،أقام احتفالا لتنصيب والده ،ودعى الفرنسيين وبعض البريطانيين والرموز من مختلف الاماكن لحضور الاحتفال، ومجرد وجودهم يعني موافقتهم ومباركتهم ،وكونهم لا يعرفوا العربيه صم بكم لا يعرفوا ما يدور معتقدين انه احتفال ديني ،ولكنه اقنع الموجودين والراي العام ان العرب وبريطانيا وفرنسا وافقت على تعيين والده وتنصيبه ملكا للعرب، من دهاء الامير .
الشريف حسين كان غير ميالا للألقاب ولكن يهتم بها الامير عبدالله شغفا،حتى في احدى اتصالاته بالقنصليه البريطانيه يهاجم الامراء الأخرين ويقلل من شانهم فيقول: ابن سعود هذا ليس الا شيخ قبيله ساخرا منه، والادريسي في العسير هذا لا احد يهتم به ولا شأن له،وامام اليمن هذا غير قادر ان يحكم بلده، وأخذ يفتخر للقنصل بوالده وحب العرب بتعيينه ملكا عليهم .
سبب هذا ان عبدالله كانت الجزيرة العربيه حتى اليمن شغفه وشغله الشاغل ولم يكن يفكر بالشام ويريد ان يقيم فيها مُلك ابيه ويسيطر عليها ،لذلك حتى بريطانيا كانت ترى ان عبدالله هو الوريث لأبيه ،وكان اهتمامها به وبفيصل ،أكثر من علي وزيد ،وعبدالله قريبا من والده،وفيصل قريبا من اخويه ،وبما انهما الشخصيتان البارزتان فقد كان بينهما تنافسا قويا طفح للسطح بعد تولي فيصل عرش سوريا .
نتناول لاحقا كيف قاد عبدالله الحرب بالحجاز ،وكيف انطلق فيصل الى الشام وامور اخرى .
الجزء الخامس ..(5)
الثورة العربيةالكبرى
كل ما كان يحلم به الشريف الحسين هو ان يكون ملكا للعرب ،وبديلا للسلطان العثماني ،وأن يكون نظام الحكم وراثيا له ولأولاده من بعده مدى الحياة،وكان عبدالله هو الاقرب اليه ، وهو من يحرك السياسة ويسوسها بين الدولة العثمانيه من ناحية والانجليز من جانب آخر،وتحدثت عن دور كل من ابناء الشريف في تحريك الراي العام ضد العثمانيين وتناولته سابقا.
مابين الاعوام914-916 وبالتحديد 915 بدأت المراسلات بين الشريف حسين ومكمهون المفوض البريطاني في مصر (ارجع للمراسلات) واقرأها ،وكان جل هم بريطانيا وقوف الشريف خسين الى جانبها لما له من أثر ديني في تاجيج مشاعر المسلمين في امبراطوريتها كالهند ومصر لو دعى الى الجهاد ضدها لأن اغلبهم مسلمين،والخوف من تحريض اهل الشام والعراق في الوقوف في وجه بريطانيا اثناء انشغالها بالحرب .
المراسلات كانت تهدف الى تقاسم بلاد الشام والحجاز بين الشريف حسين وبريطانيا والتي وعدته ان يكون ملكا لكل العرب باستثناء بعض المناطق التي حددتها بريطانيا،وكان طموحه من البحر المتوسط الشام الى البحر الاحمر وايران وبلاد فارس،باستثناء اليمن،ولكن بريطانيا حاولت تقنع الشريف ان يؤجل الدخول بالتفصيلات لمرحلة لاحقة يتفقا عليها .
اثناء المفاوضات كان الشريف لازال مرتبطا بالدولة العثمانية التي تقدم له الدعم المادي ليدير الدولة وبنفس الوقت بريطانيا تقدم له الدعم ليتخلى عن الدولة العثمانيه ، فبريطانيا قدمت له سنة 1916 ستون الف جنيه استرليني دعما 60000،وبنفس الوقت قدم له السلطان حوالي 50-60 الف ليرة ذهبيه عثمانيه.
ماقدمته بريطانيا هو سخاء لشراء الولاء ،وتنظر الدولة العثمانيه انه واجب ،ومقابل ما قدمت له تركيا من مال طلبت منه ان يرسل جنودا للوقوف الى جانبها ضد بريطانيا كونها متحالفه مع المانيا والنمسا،وفي هذه الفترة عمدت تركيا الى قمع انصار فيصل القوميين العرب في سوريا ،ومنعت الغذاء من الوصول بالبحر الى الحجاز خوفا من تهريب الاسلحه للدولة العثمانيه .
حينها وجد الشريف نفسه مضطرا ان يعلن موقفه بالوقوف الى جانب بريطانيا في حربها ضد تركيا في العاشر منة حزيران 1916 معلنا انطلاق الثورة العربية الكبرى،وبدأت قواته بالتحرك ضد الاتراك في الحجاز وسقطت بيده كل مكه وجده،ثم تحرك عبدالله الى الطائف وبها حاميه تركيه وبمعاونة المدفعية المصرية أخذ يقصفها من الصباح للمساء ،ولكن الاتراك صمدوا واستبسلوا فهو يهدم وهم يبنون،واخيرا استسلم الاتراك وعددهم نحو 82 ضابطا والفي جندي ،وبعض عائلاتهم المدنيه ،وكان عبدالله حريصا ان لا يسيء لهم لأن الامور لم تتضح بعد على جبهات القتال ولا يريد ان يخسر تركيا لو قتلهم.
عاد عبدالله منتصرا الى مكه ثم الى جده ليلتقي سكرتير الشرق في المفوضية السامية بمصر (رونالد ستورز) وبحث امور الحرب في الحجاز،وحاول ان يتوسط لصديقه في مصر الذي تحدثت عنه سابقا عباس حلمي خديوي مصر ليعيده للحكم بعد عزله ،وبحث المبالغ الماليه التي كان وعد بها 10000 جنيه دعما له لشراء ود رموز القبائل ،وارسال قوات بريطانيا لدعمه في حربه بالحجاز ،ولكن ستورز لم يتمكن من تحقيق ايا من مطالبه.
شعر الشريف وابنه عبدالله بالذعر والخيبه من موقف بريطانيا المتقاعس ،وشح الموارد المقدمه فقررا تشكيل حكومة على النمط الغربي ،الشريف ملكا ،وعبدالله وزيرا للخارجيه،وعلي رئيسا للوزراء ،وفيصل وزيرا للداخليه ،ولكنها حكومه شكليه معنويه خاليه من اي مضمون حقيقي او اية مقومات،وتم جمع رجالات الدين والقبائل الذين وافقوا على تسميته وتعيينه ملكا على العرب .
وكي يسوق عبدالله والده الشريف الحسين ،أقام احتفالا لتنصيب والده ،ودعى الفرنسيين وبعض البريطانيين والرموز من مختلف الاماكن لحضور الاحتفال، ومجرد وجودهم يعني موافقتهم ومباركتهم ،وكونهم لا يعرفوا العربيه صم بكم لا يعرفوا ما يدور معتقدين انه احتفال ديني ،ولكنه اقنع الموجودين والراي العام ان العرب وبريطانيا وفرنسا وافقت على تعيين والده وتنصيبه ملكا للعرب، من دهاء الامير .
الشريف حسين كان غير ميالا للألقاب ولكن يهتم بها الامير عبدالله شغفا،حتى في احدى اتصالاته بالقنصليه البريطانيه يهاجم الامراء الأخرين ويقلل من شانهم فيقول: ابن سعود هذا ليس الا شيخ قبيله ساخرا منه، والادريسي في العسير هذا لا احد يهتم به ولا شأن له،وامام اليمن هذا غير قادر ان يحكم بلده، وأخذ يفتخر للقنصل بوالده وحب العرب بتعيينه ملكا عليهم .
سبب هذا ان عبدالله كانت الجزيرة العربيه حتى اليمن شغفه وشغله الشاغل ولم يكن يفكر بالشام ويريد ان يقيم فيها مُلك ابيه ويسيطر عليها ،لذلك حتى بريطانيا كانت ترى ان عبدالله هو الوريث لأبيه ،وكان اهتمامها به وبفيصل ،أكثر من علي وزيد ،وعبدالله قريبا من والده،وفيصل قريبا من اخويه ،وبما انهما الشخصيتان البارزتان فقد كان بينهما تنافسا قويا طفح للسطح بعد تولي فيصل عرش سوريا .
نتناول لاحقا كيف قاد عبدالله الحرب بالحجاز ،وكيف انطلق فيصل الى الشام وامور اخرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق