...................هل سينال الأردنيون حقوقهم المشروعة وتلبي الحكومة رغباتهم
هذا المقال كتبته من سنتين تقريبا
قيل قديما أن عرسا كان يقام في قرية، وشباب البلدة المجاورة كانوا يقيمون الأهازيج على انغام طبول تلك القرية ويرقصون فرحا برس جيرانهم.
واليوم الربيع العربي يمطر في مصر وتونس ، وحلت عواصف عاتية على اليمن وسيول على ليبيا ، والشعب الاردني يجهز ارضة للفلاحة .
لم يكن الشعب الاردني بعمومه متغولا أو منشغلا في العمل السياسي ،وكان ولا يزال يخشى أن تذكر أمامه كلمة حزب،والغالبية تعتبر الانضمام الى الاحزاب عملا محرّماً ومعاديا للوطن، فما بالك أن يكون منخرطا في العمل الحزبي .
لذلك بنى اغلب مواطنينا ثقافتهم السياسية متأثرين بالاعلام الرسمي المسموع والمقروء والمشاهد والذي أمضى عقودا يحسن صياغة الخبر في نشراته الاخبارية والتي لا تتجاوز الزيارات الرسمية استقبالا وتوديعا، مع طمس أهم الأخبار العربية والعالمية، والثقافية، والسياسية ، مع تغطية للأخبار المحلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ناهيك عن غياب الوعي الديني حتى عن المنابر لجهل غالبية الخطباء والذين لم يكملوا الاعدادية بعد،فانسلخ المواطن عن دينه وعالمه العربي السياسي والاجتماعي والفكري .
ونتيجة هذا تأثرت نخبنا السياسية بهذه السياسة المبرمجة والممنهجة ،ولليوم لا تدخل على مدير دائرة رسمية الا وتجده واضعا على التلفزيون الرسمي ظنا منه أن هذا تعبيرا عن الولاء والانتماء، وهذا أثر على نخبنا السياسية فلذلك اذا كان حظك سيئا وشاهدت نقاشا سياسيا سوف تجد أن المتحاورين هم ليسوا أكثر من مذيعين وناقلين لأخبار التلفاز والصحف الرسمية والصحف المحلية ،ولهذا لاتجد محللا سياسيا اردنيا او مفكرا يشارك كبقية السياسيين العالميين على الفضائيات العالمية .
وكذلك الأحزاب السياسية بكل أطيافها تفتقر الى منظومة العمل السياسي الموجه الذي يصقل فكر الأعضاء بتوجه معين، أو انتماء ما ،وحتى اكبر الأحزاب اذا اطلعت على أهدافها تجدها حبرا على ورق لم يطبق منها شيئا على الواقع ،لذلك هناك افراغ حزبي كامل .
لذلك فقد جاء الربيع الاردني في غير أوانه ،وكأنه صيفي لا قطر فيه، وفي الوقت غير المناسب للبذار ،فمجتمعنا بما فيه نخبنا ومثقفينا لا زالوا ينقصهم الوعي السياسي المنظم ، لأن ذلك لم يكن سلوكا مكتسبا، وقيمة مزروعة في الانسان،ولم يتعود النضال من أجل قضية مهمه في حياته ، بل هي طفرة حلت بغير وقتها .
وبما أن الحكومة جعلت من الأحزاب عدوا للوطن والمواطن ومشككا فيها،، ومتهمة بأجندتها ،فتكون بذلك أفقدتها مبادرة قيادة الشعب لتحقيق مطالبه ، ولا ننسى أن هناك الكثيرين من ابناء الشعب الذين لا يعون معنى الاصلاح وفوائده، والغالبية منشغلة في تأمين لقمة عيشها نتيجة الجوع والفقر،فأصبحت القضايا السياسيه آخر هم المواطن وتفكيره،حتى المطالبة بالاصلاح هي خيانه عظمى للولاء والانتماء للوطن ،لذلك اتهم ويتهم كثيرا من الاصلاحيين على انهم خونة ومخربين ومتآمرين على الوطن .
ومن هنا فإن الحكومة غير جادة في عملية الإصلاح وما نسمعة من وعود ما هي الا تلك الحجارة التي طبختها المرأة في عهد عمر لأبنائها حتى تقنعهم ان الطبيخ على النار وهي مشتعلة واوشك الطعام أن ينضج ولكنها تعلم ان الحجارة لن تنضج .
ومن هنا فإن الاصلاح السياسي الحقيقي لن يأتي دفعة واحدة ولن تقدمه الحكومة على طبق من ذهب، وإن السنوات الثلاث، أو الأربع القادمة ، ستشهد استمرارا لهذا الحراك ، لأن الحكومة صنعت عقولا وفكرا هي اعلم بآلية تفعيلة وتعطيله وشحنه وتأجيجه واشغاله وإرضاءه، فالمواطن هو آلة تلعب بعواطفه ومشاعرة كيفما تشاء لأنها اعرف بمواطن ضعفه وألمه وكيفية ارضاءه وامتصاص غضبه وتأجيج مشاعره متى تشاء .
لذلك اؤكد أن السنوات الأربع القادمة لن تشهد اصلاحا حقيقيا ملموسا يلبي رغبات المواطن وآماله وطموحه ، وكل ما تقدمه الحكومة هو جرعات من جوائز الترضية على مراحل طوال ، ،لتنفذ سير سياستها ومخططاتها على الامد الطويل ،ولا يمكن في ظل قرائتي للوضع الحالي أن يكون هناك توحدا لأبناء الاردن من أقصى جنوبه لأقصى شماله على رؤيا واحدة وأهداف مشتركة ومطالب واحدة،واختصر القول لا نعمل لله ،ونعمل للدنيا ومن سنجح ويفلح من يملك القوة والارادة،لأن كلا المتخاصمين لا ولاء لعملهما لله ودينه.
أنا أول المطالبين بالاصلاح السياسي الشامل وأول الداعين لتوحيد الجهود وتظافرها لنيل مزيدا من الحقوق التي يفترض على وطننا ان يقدمها لكل أبنائة وخاصة اجتثاث الفساد بكل انواعة ومن كل جذوره ولا احد فوق القانون ...ورغم هذا اقول هنيئا لكي يا حكومتنا الرشيده نامي وحطي ايدك بمية بارده ،لأ مثلجه .
هذا المقال كتبته من سنتين تقريبا
قيل قديما أن عرسا كان يقام في قرية، وشباب البلدة المجاورة كانوا يقيمون الأهازيج على انغام طبول تلك القرية ويرقصون فرحا برس جيرانهم.
واليوم الربيع العربي يمطر في مصر وتونس ، وحلت عواصف عاتية على اليمن وسيول على ليبيا ، والشعب الاردني يجهز ارضة للفلاحة .
لم يكن الشعب الاردني بعمومه متغولا أو منشغلا في العمل السياسي ،وكان ولا يزال يخشى أن تذكر أمامه كلمة حزب،والغالبية تعتبر الانضمام الى الاحزاب عملا محرّماً ومعاديا للوطن، فما بالك أن يكون منخرطا في العمل الحزبي .
لذلك بنى اغلب مواطنينا ثقافتهم السياسية متأثرين بالاعلام الرسمي المسموع والمقروء والمشاهد والذي أمضى عقودا يحسن صياغة الخبر في نشراته الاخبارية والتي لا تتجاوز الزيارات الرسمية استقبالا وتوديعا، مع طمس أهم الأخبار العربية والعالمية، والثقافية، والسياسية ، مع تغطية للأخبار المحلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ناهيك عن غياب الوعي الديني حتى عن المنابر لجهل غالبية الخطباء والذين لم يكملوا الاعدادية بعد،فانسلخ المواطن عن دينه وعالمه العربي السياسي والاجتماعي والفكري .
ونتيجة هذا تأثرت نخبنا السياسية بهذه السياسة المبرمجة والممنهجة ،ولليوم لا تدخل على مدير دائرة رسمية الا وتجده واضعا على التلفزيون الرسمي ظنا منه أن هذا تعبيرا عن الولاء والانتماء، وهذا أثر على نخبنا السياسية فلذلك اذا كان حظك سيئا وشاهدت نقاشا سياسيا سوف تجد أن المتحاورين هم ليسوا أكثر من مذيعين وناقلين لأخبار التلفاز والصحف الرسمية والصحف المحلية ،ولهذا لاتجد محللا سياسيا اردنيا او مفكرا يشارك كبقية السياسيين العالميين على الفضائيات العالمية .
وكذلك الأحزاب السياسية بكل أطيافها تفتقر الى منظومة العمل السياسي الموجه الذي يصقل فكر الأعضاء بتوجه معين، أو انتماء ما ،وحتى اكبر الأحزاب اذا اطلعت على أهدافها تجدها حبرا على ورق لم يطبق منها شيئا على الواقع ،لذلك هناك افراغ حزبي كامل .
لذلك فقد جاء الربيع الاردني في غير أوانه ،وكأنه صيفي لا قطر فيه، وفي الوقت غير المناسب للبذار ،فمجتمعنا بما فيه نخبنا ومثقفينا لا زالوا ينقصهم الوعي السياسي المنظم ، لأن ذلك لم يكن سلوكا مكتسبا، وقيمة مزروعة في الانسان،ولم يتعود النضال من أجل قضية مهمه في حياته ، بل هي طفرة حلت بغير وقتها .
وبما أن الحكومة جعلت من الأحزاب عدوا للوطن والمواطن ومشككا فيها،، ومتهمة بأجندتها ،فتكون بذلك أفقدتها مبادرة قيادة الشعب لتحقيق مطالبه ، ولا ننسى أن هناك الكثيرين من ابناء الشعب الذين لا يعون معنى الاصلاح وفوائده، والغالبية منشغلة في تأمين لقمة عيشها نتيجة الجوع والفقر،فأصبحت القضايا السياسيه آخر هم المواطن وتفكيره،حتى المطالبة بالاصلاح هي خيانه عظمى للولاء والانتماء للوطن ،لذلك اتهم ويتهم كثيرا من الاصلاحيين على انهم خونة ومخربين ومتآمرين على الوطن .
ومن هنا فإن الحكومة غير جادة في عملية الإصلاح وما نسمعة من وعود ما هي الا تلك الحجارة التي طبختها المرأة في عهد عمر لأبنائها حتى تقنعهم ان الطبيخ على النار وهي مشتعلة واوشك الطعام أن ينضج ولكنها تعلم ان الحجارة لن تنضج .
ومن هنا فإن الاصلاح السياسي الحقيقي لن يأتي دفعة واحدة ولن تقدمه الحكومة على طبق من ذهب، وإن السنوات الثلاث، أو الأربع القادمة ، ستشهد استمرارا لهذا الحراك ، لأن الحكومة صنعت عقولا وفكرا هي اعلم بآلية تفعيلة وتعطيله وشحنه وتأجيجه واشغاله وإرضاءه، فالمواطن هو آلة تلعب بعواطفه ومشاعرة كيفما تشاء لأنها اعرف بمواطن ضعفه وألمه وكيفية ارضاءه وامتصاص غضبه وتأجيج مشاعره متى تشاء .
لذلك اؤكد أن السنوات الأربع القادمة لن تشهد اصلاحا حقيقيا ملموسا يلبي رغبات المواطن وآماله وطموحه ، وكل ما تقدمه الحكومة هو جرعات من جوائز الترضية على مراحل طوال ، ،لتنفذ سير سياستها ومخططاتها على الامد الطويل ،ولا يمكن في ظل قرائتي للوضع الحالي أن يكون هناك توحدا لأبناء الاردن من أقصى جنوبه لأقصى شماله على رؤيا واحدة وأهداف مشتركة ومطالب واحدة،واختصر القول لا نعمل لله ،ونعمل للدنيا ومن سنجح ويفلح من يملك القوة والارادة،لأن كلا المتخاصمين لا ولاء لعملهما لله ودينه.
أنا أول المطالبين بالاصلاح السياسي الشامل وأول الداعين لتوحيد الجهود وتظافرها لنيل مزيدا من الحقوق التي يفترض على وطننا ان يقدمها لكل أبنائة وخاصة اجتثاث الفساد بكل انواعة ومن كل جذوره ولا احد فوق القانون ...ورغم هذا اقول هنيئا لكي يا حكومتنا الرشيده نامي وحطي ايدك بمية بارده ،لأ مثلجه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق