الثلاثاء، 21 يناير 2014

ال سعود والهاشميين

جواز السفر الفلسطيني وعلاقته بجواز السفر الاردني
الجزء السادس ...(6)
الثورة العربيه الكبرى

بدأ عبدالله بمشاغلة الاتراك واقامة معسكره في منطقه اسمها وادي عيص تبعد نحو 90 كيلو عن المدينه،والهدف قطع طرق الامداد عن الاتراك في المدينه ،ويوفر غطاء لشقيقه فيصل المتوجه مع الساحل الى العقبة ومن ثم الى دمشق، وعندما حاصر المدينه كان بها حوالي 7000 مقاتل تركي بقيادة فخري باشا،وكان معه 5000 مقاتل من البدو ومدفعين هاوز ،ومدفعين جبليين،وثلاثة عشر رشاشا،وبعض الضباط البريطانيين والفرنسيين منهم جزائريين من اصول عربيه،يقدموا له المشورة وسير المعارك.
يقول لورنس انه كان مستاء من عبدالله ،حيث لا يبالي بسير المعارك،ويمضي وقته باللعب ،وقراءة الصحف ،والاكل والنوم ،والمزاح والسخرية من الذين معه،ولكن يشهد له بالذكاء والحنكه ،ومعرفة ملوك اوروربا وحتى النسب بينهم ،ومعرفته بما يدور هناك،ويعزي لورنس تصرفاته الى غيرته من اخيه فيصل الذي يتقدم بقوة الى العقبة والاتحاه الى دمشق ويضيف لقد حقق لنا عبدالله الكثير واقلها عطل دور حامية المدينة من التحرك نحو فيصل المندفع.
ويحلل لورنس سلوك عبدالله ان تباطئة باحتلال المدينه هو ينتظر سقوطها ليتقدم الى عسير ومنها فرض طاعة امام اليمن لأن جل همه الحجاز ولا يهمه ما يقوم به فيصل وغيرته من انتصارات فيصل وسرعتها.
مشاكل الحجاز كانت شائكه فهناك ثتال بين ابن راشد وآل سعود،وقتال بين الشريف وابن سعود،علما ان الشريف وقف الى جانب ابن سعود ضد ابن راشد،لكن هذا تحول ضده لاحقا عندما بدأ ابن سعود يستعيد قوته ومد نفوذه وسيطرته على اراضي جديده من خلال تحالفه مع بريطانيا 1915للوقوف محايدا في الحرب ضدها ،ونصّبته حاكما مستقلا على كل من نجد ،والاحساء ،والقطيف،وجبيل ،وأخذ يعزز ابن سعود علاقاته مع القبائل ويقوي نفوذه.
كان عبدالله يعتمد على مقاتليه والذين اغلبهم من بني عتيبه وكانوا منقسمين بالولاء بينه وبين آل سعود،ولكن اغلبهم لم يكنوا له الود.
نعود لحصاره للمدينة التي استسلمت قبيل انتهاء الحرب العالمية الاولى بسبب تمرد الجيش وليس بسبب قوة عبدالله العسكريه،وبدأ يلوح في الافق انتصارات فيصل في الشام ودخول دمشق 1918 ،وعبدالله لازال يراوح مكانه،والذي اسخط الانجليز عليه.
بدأ فيصل يحتل مرتبة اقرب من عبدالله كوسيط عند الانجليز،ولكن لازال له امل بالجزيرة،ولكنه سخط عندما علم ان بريطانيا احتلت جنوب العراق 1917،وعندما زار مارك سايكس الحجاز للإطلاع على تقسيم الشرق الاوسط ،حاول عبدالله اقناعه ان تكون مملكة ابيه على كل الشام ليقنع العرب بجدوى الثورة ،والا كل ما قاموا به سيعتبر لاقيمة له بنظر العرب،
استمر عبدالله بجمع المال والسلاح من بريطانيا واستنهاض القبائل للإطاحة بابن سعود،ولكن ابن سعود كان لديه تنظيما قويا بدأ يتشكل من المحاربين الاشداء وهم (الوهابية) واطلق عليهم لاحقا اسم (الاخوان) حتى ان اسمهم اصبح مرعبا في الجزيرة لشدة قوتهم وبطشهم.
كانت بريطانيا اكثر سخطا على عبدالله حيث اتهمته انه يبذر اموالها ويجمعها لنفسه،واتهمته انه يحول الليرات الذهبية بعد تذويبها ويصنع منها سيوفا ليقدمها هدايا لشيوخ العشائر لكسب ودهم،ولا زال شيوخ العشائر ينعمون بهذا السخاء.
ملامح الخلاف تجددت مع ابن سعود 1918 عندما ارسل الشريف (الجباه) الى قبيلة صبي ،في منظقة (خرمه)،شرقي الحجاز ورفضوا الدفع وحجزوا الولاة ،عندها حرك عبدالله نصف قواته لمواجهة ابن سعود،ولكن بريطانيا حاولت منعه معتبره ان هناك امورا اهم ،في هذه الاثناء كان فيصل احتل دمشق واراد ان يسافر لحضور مؤتمر السلام بعد الحرب،واستدعى عبدالله ،ولكن بريطانيا رفضته خوفا ان يعادي الفرنسيين ،وتقول ان التعامل معه اصعب من التعامل مع فيصل .
في الحادي والعشرين من ايار 1919بدأ عبدالله هجومه على آل سعود،واحتل منطقه اسمها تربه ضمن حدود خرمه عندها جهز ابن سعود جيشه بقيادة خالد ابن لؤي، ومعه تنظيم الاخوان، وتسللوا الى معسكرعبدالله ليلا وبدأوا بقتلهم وهم نيام ،ومن استفاق وجد السيف بين راسه ورقبته ليخر صريعا ،قتلا وذبحا،وعندما سمع عبدالله الصراخ احدث مخرجا بخيمته وهرب هو وابن عمه شاكر واصيب بجراحات بجسده ،هاربا تاركا جنوده يقتلون من الاخوان ،وقتل على باب خيمته لوحدها 35 من حرسة وعبيده .
بهذه الليلة انتهى حلم عبدالله وأمله بالجزيرة ،فتخلى عن الاتراك وتخلوا عنه،والبريطانيين لا يستطيعون معاداة ابن سعود والاخوان لأجله ،ويريدون اضعافه للتخلص من فكرة ملك العرب ،وبدأ تفكيرة يتحول الى الشام والعراق بدل الجزيرة.
نتحدث لاحقا عن سفر فيصل وتنصيبة ملك لسوريا ،وتقاسم الكعكه ومصالح بريطانيا وفرنسا،واتفاقيه سايكس بيكو ووعد بلفور ،والنظرة لشرق اوسط جديد بين فرنسا وبريطانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق