الثلاثاء، 14 يناير 2014

الثورة الكبرى،الرصاصة الاولى، الشريف الحسين بن علي،الملك عبدالله الاول، بريطانيا والثورة

جواز السفر الفلسطيني وعلاقته بجواز السفر الاردني
الجزء الرابع...(4)
وصل الشريف حسين الى الحجاز على ظهر باخرة تقل الحجاج،واكمل مسيرته على الجمل الى مكه،واول المشاكل التي اعترضت طريقه توقيت الحج مع الشيعه،وسكة القطار التي حرمت السكان على طريق الحج من مواردهم التجاريه،مم تسبب بثورات وقطع طريق الحج والغاء بعض مواسم الحج .

عبدالله هو الامير الفعلي والشريف غطاء:
كان عبدالله هو من يتحرك بين مكه والحجاز،وبين دمشق والحجاز،وبين كل من مصر والحجاز،وهو من يبلغ والده بالقرارات التي يجب اتخاذها، او يبني والده سياساته بناءًا عليها ،وهو نفس ما نلمسه من سياسات وزير حارجية السعوديه اليوم سعود الفيصل محراك الشر العربي منذ اربعين سنة.
أول جولاته كانت لدمشق مع قافلة حجيج حيث لقي استقبالا كبيرا ومدحا وثناءًا،والتقى الوالي ،وزار دار عطا باشا البكري وهو من عائلة استقراطيه اقطاعيه، والبكري كغيره من مدعي النسب للنبي عليه السلام،وهو عضو بارز بمجلس بلدي دمشق وصاحب قرار.

خلال الاسبوع الذي امضاه في دمشق مع النخب لمس التململ من الدولة العثمانيه والسلطان ،وميل الكثيرين الى جمعية الاتحاد والترقي ،والتي ساهمت في تغير مراكز النفوذ من خلال تغيير الموالين للسلطان ،ثم عاد الى مكه، ووجد اهله عادوا من اسطنبول وحل الامن بعد رحيل الحجيج والاضطرابات التي ذكرناها.

كان للشريف واهله الذين عادوا بيوتا باذخه تتكون من قصرين،أحدهما بمكه ويتكون من خمسة طوابق وبه مائة غرفه لامجال لوصفها واثاثها،وآخر بالطائف للسياحة من حر الصيف.

واول خطواته كانت عزل سبعة ولاة وتعيين المواليين له، وسهل لتعيين ابنه عبدالله عضوا في البرلمان التركي الذي سيكون له مستقبلا في الشرق الاوسط الجديد وهذا عزز من قدراته ،ولنلاحظ دور عبدالله فهو محور الحديث ،ونعرف انه نشأ بتركيا ،وهو من ساهم بتعيين والده شريفا،وهو من يحرك الدبلوماسيه دون اخوته.

وبما ان عبدالله اصبح عضوا في البرلمان التركي كان يمضي الشتاء والربيع في تركيا والصيف والخريف بالحجاز ،وهذا سهل له ان يلتقي صديقه خديوي مصر عباس حلمي،والذي نصحه ان لا يقمع ثورة عسير ولا يتدخل بها .

استدعاه الحسين من اسطنبول ليقف جانبه وفعلا عاد، وحرك الجيش لقمع عسير من اجل توسيع سلطاته ونفوذه وارتكب بهم مجازر كبيرة،وخسر العثمانيوت المئات بالمعارك ،ولكنهم لم يحققوا نصرا على الارض.

بعدها سافر عبدالله الى اسطنبول وكعادته التقى الخديوي ،وطلب لقاء القنصل البريطاني كتشنر والذي طلب منه تعزيز وتثبيت والده امام ما يتعرض له من هجمات وارسال قوات بريطانيه للحجاز،وهنا قيد الوالي صلاحيات الحسين وامر ان يجمع سلاحه ويسلمه للأتراك ،ولم يبقي له صلاحيات،فحرض القبائل البدوية التي ثارت واتلفت خطوط القطار بين مكه وجده.

كانت تركيا تريد بناء خط الحجاز بين مكه واسطنبول فعرضت ربع مليون ليرة ذهب على عبدالله ليؤمن لهم والده الحماية مقابل توريثهم الحكم،وثلث انتاج خط سكة الحديد،وحملها عبدالله لوالده،وكما هو حالنا اليوم لا بد من التقديس ببريطانيا قبل مراجعة الراي الامريكي ، عرض عبدالله الشروط على القنصل البريطاني في مصر (رونالد ستورز)واخبره برغبة والده ابقاء الوضع على ما هو عليه وما راي بريطانيا بالشروط فطلب ان يمهله ويخبره لاحقا.

كانت بوادر الحرب العالمية الثانيه تدور فأبرق ستورز الى الشريف حسين عن رايه لو قامت الحرب ،هل سيدعم تركيا ويقف الى جانب المانيا والنمسا ؟

فكان الرد:شعب الحجاز سيقبل وسيكون راضيا باتحاد اوثق مع بريطانيا العظمى....وان بريطانيا العظمى ستحتل المرتبة الاولى في عيون الحجازيين مادامت ملتزمه بحقوق بلدنا ..واستقلاله مذكرا اياهم ان والده صديقا حميما لبريطانيا ،طبعا وما زالت ملتزمه وما زالت الصداقه قائمة،
بناءًا على الرد ابرقت بريطانيا الى عبدالله لتبلغه برغبتها ان تتحالف مع الشريف مقابل ان تضمن له الملك ولاولاده، وان يكون ملكا على كل البلاد العربيه بدلا للسلطان،وان تدعم العرب في حقوقهم والنضال من اجل الاستقلال .

ماكان يؤرق عبدالله والشريف كيف يقنع لراي العربي والاسلامي بالتحالف مع دولة مسيحيه ضد دولة الخلافه، واخيرا لجأ لفكرة القوميه العربية والاستقلال،وتحالف مع بريطانيا عام 1914ودفعت له بريطانيا عن طريق عبدالله 13000 جنيها دعما لقيام الثورة الكبرى وارضاء القبائل البدوية للتحالف معه في حربها ضد العثمانيين.

بعد هذا التحالف تحرك فيصل في الشام للتهيئة للثورة عند القوميين العرب وخاصة سوريا ،وأخذ عبدالله يحشد القبائل البدوية المتخلفه في مكه وما حولها ويحرضها ضد دولة الخلافة للإنضمام الى والده مع بريطانيا ضد تركيا ، وعلي ذهب للمتخلفين في الطائف ليجمع الرعاع ، لتنطلق بعدها الرصاصة الاولى والاعراس الوطنيه ومعاليها تزغرد بالمولد النبوي .
نراكم بخير والمشوار طويل وعامر باللاخير للعرب ..وويل لهم من شر اقترب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق