المقال السادس عشر ...(16)
اراد تشرشل وزير المستعمرات ان تبقى شرق الاردن بدون حكم حقيقي حتى بعد
تعيين الامير عبدالله أميرا لشرق الاردن حتى ينتهي النظر في أمر فلسطين.
وبقيت فكرة ضم الاردن تراوح مكانها بين الضم لفلسطين او منحها الاستقلال
لاحقا مع بقائها تحت الوصاية البريطانيه لآخر لحظه.
عرضت بريطانيا على الفلسطينيين حكما دستوريا تم مواجهته بالرفض وقامت على اثره ثورات عندما
علموا بنية بريطانيا باعطاء فلسطين لليهود، وهذا افسد خططهم بظم الاردن لفلسطين
وجعله خاضعا لادارة فلسطينيه يتم تنظيمها واعدادها .
ايلول 1922 صادقت عصبة الامم على انتداب بريطانيا على فلسطين ،وبدأت تتحسن
علاقات عبدالله مع الفرنسييين واصبح بينهم تقارب ووافقت على ان تسميه اميرا على
شرق الاردن بشرط ان يسلم الثوار القوميين الهاربين الى شرق الاردن .
يقول روبرت كي سكرتير غورو ان فرنسا مستعده للإعتراف بوضع عبدالله في شرق
الاردن فور تسليم المتهمين بالاعتداء على حياة غورو ، طبعا الحادث هو مهاجمة الثوار لسيارة غورو وقتل ضابط
فرنسي واحد في سوريا .
كانت الحرب
خلال هذه الفترة في الجزيرة لم تتوقف والامن لم يستبد حيث شنت قبائل ابن سعود
هجوما على على اقصى شرق الاردن من منطقة الجوف الى داخل حدود الامارة وهاجمت
قريتين لبني صخر لاتبعدان عن عمّان سوى 18 كم .
هذا
التهديد كان يشكل خطرا على ما رسمته بريطانيا لتكون فلسطين وطن قومي لليهود
وامتداد نفوذ ابن سعود ممثلا بالوهابيين (الاخوان) سيشكل خطرين الاول على اليهود
والثاني قرب الوهابيين ان استولوا على شرق الاردن مع حدود فلسطين ، فكان المجال
مفتوحا امامهم للسيطره على الامارة وخاصة الخلاف الكبير بين الطرفين عبدالله وآل
سعود.
وبنفس
الوقت كان القوميين العرب في فلسطين تربطهم علاقات بالاخوان والوهابيين ضد توطين
اليهود في فلسطين ، وبنفس الوقت بريطانيا تريد شرق الاردن حاجزا بين فلسطين
والحجاز كي لا تكون هناك وحده بين دولة ،الوضع شائك.
استدعي
الركابي الى الاردن لتولي منصبا رفيعا علما ان بريطانيا تعلم انه فاسد وعميل
للفرنسيين ولكن فقط لتشتري صمت فرنسا واعترافها بقبول عبدالله ،فالوهابيين يرفعون
راية الجهاد وخلفهم قبائل الحجاز ، والعراق ثائر ومتمرد على بريطانيا، والثوار في
سوريا يقومون بعمليات ضد فرنسا، والثورات والمظاهرات تعم فلسطين احتجاجا على سياسة
بريطانيا وتوطين اليهود ،والمنطقه على كف عفريت، ويريدون التهدئة باية وسيلة.
عندما
استدعي عبدالله الى بريطانيا ،طلب ان يكون
له ميناء على المتوسط ،وفك الارتباط مع فلسطين ويكون الاردن ادارة خاصه له ، وان
تبين حدود الامارة التي لم يتفقوا عليها خاصة مع العراق والحجاز خاصة منطقة الجوف
وامتدادها ،اما حدود فلسطين وسوريا اتفقوا عليها مبدئياً،واتفقوا على منح الامير
150 الف مساعدات ضمن شروط يتفق عليها الطرفان ،ومنها نفقات بريطانيا الموجوده
في الامارة من الموازنه،للأمير وحاشيه 36000 ستة وثلاثون الف جنيه مصاريف ،على ان
يصلح النظام الظريبي ،واهم شرط هو دمج كل قوات الامن التي مع الامير بقوة عسكريه
واحده يشرف عليها الضابط البريطاني (بيك) وتخضع لأمرته وتحت تصرفه قوامها (1300)
جندي ،وبذلك تم التحكم بتاسيس الجيش وادارته .
ومع هذا لم
يصدر بعد كتاب رسمي بتسمية الامير عبدالله اميرا لشرق الاردن وهذا طبع البريطانيين
وحلفائهم يهود الغدر بالعهود واشترطوا كما ذكرت سابقا سلمونا الثوار وسلطان باشا
الاطرش حتى نعترف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق