السبت، 22 فبراير 2014

استعباد الشعوب ،الشعوب المستعبده

استعباد الشعوب
استعباد الشعوب وتسخيرها ليس مصطلحاً جديداً على شعوب العالم الحديث ، فمنذ فجر التاريخ والجبابرة حكموا وظلموا وبطشوا ، ولم نسمع عن طاغيةٍ أو جبارٍ إلا علا في الأرض ، وأفسد فيها ، وكان عدواً لله، وجعل من نفسه ندا لله ،فنال ما نال من عقاب الله والهلاك.

الإنسان خُلقَ حُراً ،وكرّمه ربّ السّماء على العالمين ، الملائكة والشياطين إن كان طائعاً لله كما أُمِرْ ،ولا يحقُ لمخلوقٍ أن يُذل إنساناً في الأرض أو يستعبدهُ أو يتعالى عليه تعظيماً لمن خلَق واجلالاً وتقديرا.

ولكن المناصب والجاه تُعمي القلوب ، وتُحيدُ أصحابها عن الحق ، ومن أجل البقاء ،تلجأ للظلم والبطش والإستعباد ، وتسخير كل من دونهم عبيداً للحاكم الأوحد الذي يتخذ وينصّبُ نفسه إلاهاً على الشعوب المستضعفه.

إنّ من أوّل الجبابرة الذين ذُكرت قصتهم في القرآن الكريم النمرود، الذي كفر بربه وبنى برج بابل ليرى الله وتحدى رسالة ابراهيم عليه السلام وقذف به بالمنجنيق الى النار،فأهلكه الله ببعوضه دخلت من انفه الى منخاره حتى اصبح لا ينام الا بعد ان يُدك راسه بالحذاء ليل نهار اذلالا له على تحديه لله .

ومن الجبابرة الذين استعبدوا شعوبهم ،وجعلوهم عبيداً وشيعاً وطبقات اجتماعيه ،فرعون موسى عليه السلام ، الذي قتّل بني اسرائيل عندما علم انه سيولد منهم نبي يزيل عرشه ومُلكه وطلب من هامان ان يبني له قصراً ليرتقي اسباب السّماء فكان مصيره الغرق في ادنى البحر.

إن تعاليَ الحُكام على شعوبهم ، هو نتيجة الاستخفاف بعقول هؤلاء الشعوب ،والسخرية منهم ، يقول تعالى : فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ ، وإذا تمعنا قول الله تعالى نعرفُ أسباب الاستخفاف بالشعوب وهو فسقهم ،فهل شعوبنا فاسقه حتى استخف الحكام بهم وأذلوهم وايعبدوهم؟

ولنشر الفسق بين الشعوب ،فإن من سياسة الحكام الظلمه تهيئة البيئة الخصبة المناسبة لذلك ، ومن أهمها تقسيم المجتمع إلى طبقتين ،طبقه حاكمه تنعم بما ينعم به السلطان من الحاه والحكم والنفوذ والمال ،وطبقة محكومه فقيرة معدمة هيهات ان توفر قوت يومها وتبقى ترتقب منح الإله وتتوسل اليه وتقدس سره .

وكي يتم استعباد الشعوب يجب نشر البطاله بين ابناء المجتمع ،وعدم توفير فرص عمل ، بل والألعن ان تستورد الأيدي المهنيه والعلميه الى وطنك ، ليذوق الشّعب المر ويتجرعه .

وكي تستعبد شعبك ، عليك ان تختار أسوا ابناء وطنك خُلقاُ وأبغضهم للدين ،ليتبوأوا أعلى المناصب في وطنك ، ليهينوا الشعب ويدنسوا كرامته بلا ضمير ولا تقوى ، وكي يقبل الشعب قدميك ويلحس بلسانه شفتيك افرض عليهم الضرائب حتى الهواء الذي يتنفسونه .

وكي تستعبد شعبك ، أنشر لهم الأغاني والأهازيج ، وافتح لهم بيوت الدعارة والخمارات ، وحجم خطباء المساجد واجعلهم من الأميين الجهلة ،واعتقل الشرفاء الأحرار ، وامنح الأوسمة للظلمة الفجار .

استعباد الشعوب هو مرهون بيد الشعب ،وهو القادر الوحيد على رفع الظلم عن نفسه، عندما لا يكون عظيماً بعينه إلا الله ، وعندما نفقه أن الحاكم هو خليفة الله وما يقوم به هو واجبه وأمانة في رقبته وليس فضلا منه ولا مِنّة ، فهو لا يعمل ليصرف على شعبه إنما يوزع موارد الدولة على من يستحق من ابناء وطنه ،وعليه ان يتقي الله بكل من يُقربه إليه ، ليكون أميناً رحيماً بشعبه.

فإن وقع علينا ظُلمٍ أو استعباد فعلينا ان نراجع أنفسنا ونحاسبها على تقصيرها بحق الله ،لأننا تخلينا عن طاعة الخالق وأطعنا المخلوق ،وتحولنا من عبيد للرب إلى عبيد للحاكم فسلّط الله الظالمين على الظالمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق