الجمعة، 14 فبراير 2014

الاردن الى اين

الاردن إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 

 بالتأكيد سيمر الكثيرين على مقالي الأخير(20) من خلال قراءة سطحية ،دون التعمق بالبعد الاستراتيجي للمقال ،علماً أنني أنوه دوماً أن قراءتنا للماضي نفسر من خلالها الحاضر لنفهم المستقبل .

علينا أن نخوض بتفسير أو ملخص لكل المقالات التي تناولتها ، ونرى وجه الشبه بينها وبين حاضرنا بعد مرور مائة عام على تلك الأحداث .

العملية السياسية التي قامت بتغيير ملامح الشرق الاوسط، ورسم خرائطه وحدوده، والتغيير الديمغرافي الذي طرأ على المنطقة أراه صورة مطابقة للوضع السياسي الذي نعيش ، فقبل احتلال فلسطين، والاردن، والعراق، وسوريا، وفرض النفوذ الفرنسي، والبريطاني، كانت أول دولة عربيه تحتلها بريطانيا هي مصر ، ومنها بدأ الخراب والزحف ، واليوم يتم تدمير مصر كونها نقطة ارتكاز العالم العربي ،ويتم التهيئة لتنصيب خليفة جديد كالسيسي، او من يشابهه، فكما تم خلع محمد مرسي، تم في تلك الفترة خلع الخديوي اسماعيل ، والخديوي عباس حلمي ، ثم نصبت بريطانيا أحمد فؤاد ابن الخديوي اسماعيل 1917تمهيداً لشرق اوسط جديد .

بعدها زحفت بريطانيا الى فلسطين ،وفرضت عليها الانتداب ، وعلى نفس المسار كانت انطلقت الثورة العربيه الكبرى متوجهة من الحجاز بقيادة فيصل الاول الى العقبة ومن ثم احتلال سوريا ، واليوم نرى ما الذي يحصل في سوريا ومصر بنفس الوقت،من خلال الدعم الحجازي اللامحدود لأمريكا في سوريا، ومصر .

بنفس الوقت كانت بريطانيا بدات حملتها على العراق قبل فلسطين وسوريا من العام 1914 مع بداية الحرب العالمية الاولى حيث احتلت البصرة 1914،واستمرت في التقدم من الجنوب الى بغداد ، حتى العام 1918 سقطت الموصل ، واصبح كل العراق تحت الاحتلال البريطاني ،وبعدها قامة ثورة العشرين الى ان تم تنصيب فيصل الاول ملكا على العراق،لإخمادها ، فمن ستنصب امريكا بعد المالكي بعد ان تعزله او تقتله ليخمد ثورة الانبار .

لاحظ الاحداث سقوط العراق، وتنصيب حاكم عربي ،سقوط مصر واضعافها وتعيين موالي للإنجليز يعني طرطور اليوم ، وثورة في مصر كما اليوم ، زحف الى سوريا من خلال الثورة العربيه الكبرى وخضوعها للإنتداب، وقيام ثورات مناهضه للإحتلال وتحدثت عنها ، إحتلال فلسطين وهي محتله حتى اليوم .

الحجاز تُرك للفوضى حيث القتال بين آل رشيد وآل سعود ، والقتال بين آل سعود والهاشميين ، ولم تحسم بريطانيا الأمر حتى تم اجلاء الهاشميين طوعا أو كرها ، ولكن نشأت قوة ضاربه تحدثت عنها هي الوهابيين (الاخوان) الذين ساندوا آل سعود في قتالهم .

بقي شرق الاردن الكعكة التي ترضي بها بريطانيا الشريف حسين ، واحنثت بوعدها لليهود بأن تكون فلسطين شرق النهر وغربيه وطناً قومياً لليهود ، وفي المقال ذكرت كيف أن سياسة بريطانيا اعتمدت على أمرين الأول أنعاش الامارة بالمهجرين من الفلسطينيين، والعراقيين ،والسوريين، وأبناء الحجاز ،والأمر الآخر هو تنحية الشرق اردنيين عن تشكيل السلطة التنفيذيه والكل يعرف اسماء رؤساء الحكومات من عمر الامارة ، وهذا ما يتم التخطيط له اليوم من خلال التغيير الديمغرافي والهجرات القادمه .

طبعا بموجب الدستور تم تجنيس كل المقيمين في امارة شرق الاردن أو من يرغب بالتجنيس ، ارجع للدستور سنة 1928 ، كل الظروف المحيطة فينا اليوم هي صورة سايكس بيكو جديد ،كيف؟ ذكرت أنه تم تغيير الحاكم في مصر، وتم تعين سيسي زمانه ،احمد فؤاد، واصبحت تحت الانتداب ، احتلال العراق أثناء الحرب العالميه الاولى ،وتنصيب ملكا عليها ، احتلال فلسطين والتهيئة لهجرة اليهود، وانتداب شرق الاردن والتهيئة لاستيعاب اكبر عدد من العرب وتجنيسهم .

الأردن الذي رسمت حدوده في عهد الملك عبدالله الاول ، سترسم حدوده الجديده خلال بضع سنين حدها الاقصى تسع سنوات ، وخلال هذه الفترة سيشهد نزوحا كبيرا من الدول العربيه ، من سوريا، وفلسطين، والعراق ، وسيكون العدد مساوي لعدد سكان الاردن ،اي سيصل الى ما يقارب الاربعة عشر مليونا ، مليونان من العراق ، ثلاثة ملايين من سوريا ، مليون من فلسطين ، ومليون من العرب من مختلف الدول وسيكونون قاعده للجهاد في سوريا لاحقا ..طبعا تذكروا ما اقول، وهذا اجتهاد مني وتحليل وربط للأحداث، والاهم ان التغيير الديمغرافي سيكون له اثراً في استلام السلطات التنفيذيه والتشريعيه ،وزمام الامور السياسية، والتجنيس سيكون حتما وبلا حدود وعلنا وبمئات الالاف او بالملايين ،لأن هناك ترتتيبات ستفرض على ارض الواقع من خلال فرض قوة أمنية جديده داعمه للقرار السياسي .

أما بالنسبة للحجاز فكما بدأت الثورة العربية منطلقة منه الى سوريا ، سوف يتم تفتيته اولا من خلال حرب داخليه بين أمراء الخليج أنفسهم ويصبح ولايات متناحرة وتنقسم القبائل كل قسم من


ها يدعم أميرا،وسينتهي حكم آل سعود ، وتظهر قوة اسلاميه متشدده في الحجاز على نظام الوهابيين (الاخوان) وهي من ستستلم الحكم .

في ظل هذا التناحر والضعف العربي سوف تقوم الدول الكبرى باعادة ترسيم الحدود لأن الاعداد التي تحدثت عنها في الاردن تحتاج إلى اقتصاد ثابت ،وهذا الاقتصاد سيكون من خلال التغلغل في الاراضي السعوديه وضم كثيرا من منابع النفط للأردن ،وإلا كيف ستسد هذه الافواه الجائعه التي تحتاج الى مليارات من البنى التحتية والرواتب ، وبنفس الوقت لا بد من تأمين الغذاء ، وسيكون على حساب الاراضي السوريه من خلال سهل حوران لتوفير المياه والاراضي الزراعية، وربما يطلق عليها اسم (منطقة السلام) اي يمنع فيها اي نوع من القتال،وتحت حماية قوات دوليه .

أما عملية السلام فسوف تبقى مراوغات ، الهاء للشعوب ، بمصطلحات مثل يهودية الدولة ، والترانسفير ، والوطن البديل وما شابه ، لأنه خلال هذا التغيير الديمغرافي في السكان ، والتغيير في الخرائط سيكون هناك فلتان امني في الشرق الاوسط وتزايد لعدد المقاتلين على الاراضي السوريه واتساع رقعة الحرب والمنطقه مهيأة لاندلاع الحرب العالميه الثالثه خلال بضع سنين فكله متمم لبعضه .. سلام ...حروب ..تقسيم جديد ...حرب تفني الملايين .

آمل ان اكون وفقت بتحليلي وكل شيء هو بعلم الله ،او هو ما الهمنا اياه ربي سبحانه كل التحية لكم .14-2-2014


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق