الثلاثاء، 25 فبراير 2014

الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين ، الوطن البديل



الاردن هي الاردن وفلسطين هي فلسطين

خطاب الملك الأخير الموجه للشعب الاردني  خلال لقائه رئيس الوزراء واعضاء المكتب الدائم لمجلس الامه نافياً أن يكون الاردن وطناً بديلاً ولكن الصيغة من ملك كان فيها من الاخطاء غير المقصودة سوف ابينها وابين الاسباب ، مع انني اتفق مع جلالته ان الاردن ماكان ولن يكون يوما من الايام وطنا بديلا لأي كان، ولن نتمنى ان يكون مع اننا امة واحدة بلاد العرب اوطانها .

قال جلالته حرفياً الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين ،لافي الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل ، وكيف فلسطين لم تكن في الماضي ،والحاضر تحت الوصاية الاردنية ،وجزءًا من المملكة الهاشميه حتى اليوم عبر ثلاثة ملوك هم الاب والجد وجلالته .

منذ ان تم تقسيم الوطن العربي ، قامت بريطانيا بتوزيع الوطن العربي على الحكام العرب ،وحصرت كل شعب وعشائره وقبائله في منطقة جغرافيه واعطتها مسمى لها واسم حاكمها حتى اليوم ،إلا فلسطين وشعبها التي لم تنعم من تلك الحقبة لا برئيس يمثلها ،ولا حدود معترف بها ، والتي اصبح رئيسها صهيوني ،ونصف شعبها يهودي ،وحدودها مفتوحة المساحة لليوم .

بينت في مقالاتي كيف ناورت بريطانيا حتى الثلاثينات ، في جعل شرق الاردن جزءًا من فلسطين ، ليصبح جزءًا من الضفة الغربيه وتنصب عليه حاكماً عربياً شكلياً يدار من ادارة المستعمرات البريطانيه،ولكنها لم تفلح وقامت بعكس الصورة بعد احتلالها وتسليمها وطنا قوميا لليهود ،وأصبحت الضفة الغربيه ارضاً وشعباً مرتبطة بالمملكة الاردنية ،ادارياً ، كما السلط وعجلون وعمان واربد ، وهي جزء من الاردن منذ مؤتمر اريحا عام 1949 ، وحمل ابنائها الجنسية الاردنيه بكامل حقوق الشعب الاردني شرقي النهر ،وكانت كل المعاملات الرسميه في الضفة تدار من قبل الحكومة الاردنيه ،ويتم التعامل بالدينار الاردني وجواز السفر الاردني ،وبيع وشراء الاراضي لا يتم الا عن طريق الاردن ،وهو الوصي على المقدسات الاسلاميه حتى اليوم ،حتى تم الاعلان عن فك الارتباط مع فلسطين ، ورغم هذا لا زال الدينار الاردني هو العملة الرسمية لفلسطين ،والجواز الاردني وثيقة معتمده للسفر ،والمقدسات تحت الوصاية الاردنيه.

وقرار فك الارتباط الذي اتخذه الملك حسين رحمه الله ،كان احادي الجانب بصفة شخصية،دون الرجوع للحكومة او الشعب ،او السلطة التشريعيه ليأخذ الصفة القانونيه ،وهو قرار سياسي،ولا زال سياسياً ،وإن قرار فك الارتباط غير قانوني، ومخالف للدستور ، وهو ترضية ناتج عن ضغوطات عربيه وغربية لتمرير مرحلة السلام المتعثرة اصلا.

وإن كانت الاردن هي الاردن ،وفلسطين هي فلسطين ،ليتم تاكيد ذلك ويطمئن الشعب الأردني أكثر على هويته ، وبما انه يوجد للشعب الفلسطيني ممثلاً شرعياً ،له ارضٌ ووطن،وله هوية فلسطينيه  ،فنأمل من جلالته :
ــــ ان يتم قوننة فك الارتباط بشكل قانوني ودستوري وتوضع النقاط على الحروف بدل ان يبقى قرارا سياسيا .
ـــ وحتى نقطع الشك باليقين ، وتنتهي معزوفة الوطن الوطن البديل ، على الملك ان يصدر قرارا بسحب الجنسية من كل فلسطيني مقيم في الضفة الغربية ،و السلطة الفلسطينيه عليها ان تتحمل مسؤوليه أبنائها  وتصدر جوازات سفر لأبناء شعبها .
ـــ ونامل من الملك أن يتخذ خطوة بالغاء التعامل بالدينار الاردني في فلسطين ولا يعتبر عملة رسميه ، وعلى السلطة ان تقوم بتحمل المسؤوليه باصدار عمله رسميه تخصها ،وان يكون الدينار الاردني كأي عملة اجنبيه يتم التعامل بها .

ـــ واملنا بجلالته بما ان فلسطين ليست جزءًا من الاردن لا في الماضي ولا الحاضر ، أن يتم رفع الوصاية الاردنيه عن المسجد الاقصى وتسليم الوصاية للفلسطينيين،فهم الأقرب للحدث وهم الأولى بأقصاهم يبقى او يهدم ، فهدمت الاف المنازل وهدمت الاف الارواح هي اعظم عند الله من كعبته واقصاه ،فلا اسف على الحجر مادامت الارواح تزهق  .

إن القول بان الارتباط هو من اجل حماية المقدسات ، والابقاء على الهوية الفلسطينيه من اجل الحالات الانسانيه هو تلاعب سياسي ، وتلاعب بالشعوب والاوطان ، فان نقول مرة فلسطين مسؤوليتنا ،ومرة فلسطين مسؤولية السلطه هو تلاعب بالعقول والوطان ولا بد من حزم سياسي لتتضح معالم خارطة الطريق ، وكل شعب يتحمل مسؤولية ومصير وطنه ، وكل حاكم يتحمل قرار ومصير وطنه وشعبه .

بالطبع انا قومي عروبي لا ادعو الى تفرقة او تجزئة ولا اؤمن بها ولكن هذا تحليل عقلاني بعيدا عن العاطفة اذا اردنا ان نضع النقاط على الحروف ليكون حكامنا اكثر وضوحا مع شعوبهم ،فإما ان نكون صريحين مع شعوبنا ،او ندع التلاعب بالعواطف والمشاعر وترك الشعوب هائمه تائهة تتخبط في افكارها وتسيئ قراءة مستقبلها لظلامية القرار السياسي ، وبالتالي تركت عدوها وانشغلت في نفسها .

25-2-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق