الأربعاء، 12 فبراير 2014

الصداقه، كيف نحافظ على صداقتنا


كيف نحافظ على صداقاتنا
موضوع طويل وأعتقد انه مفيدٌ وجميل .
التعامل مع الناس هو فنٌ من أهم أنواع الفنون الجميلة لأنكَ تتعامل مع لوحةٍ فسيفسائيه مركّبة بالغة التعقيد .

فالناس أو البشر مختلفون في طباعهم ،وأهوائهم،وامزجتهم ، وتفكيرهم ، والزاوية التي ينظرون من خلالها لهذه اللوحة الفسيفسائية حيث أن كلٌ منهم يراها من زاويته ويحللها كما رآها .

فليس من السهل أبداً أن نحوز على احترام وتقدير الآخرين بكل سهولة حتى وإن كنت بأخلاق نبيك ستتعرض لما تعرض له وهو خيرة وصفوة خلق الله ..وفي المقابل من السهل جداً أن نخسر كل ذلك بخطأ أو زلة أو موقف مقصود او غير مقصود او سوء تفسير , وكما يقال الهدم دائماً أسهل من البناء ..

فالصداقة كلمة مشتقة من الصدق ، والصدق هو منجاة النفس من الهلاك ،والصداقة علاقة تجمع بين طرفين ، وهي مفتاحك لحياتك الاجتماعية ومنها طريقك إلى قلوب الناس،وكسب مودتهم ومحبتهم واحترامهم لك، صديقك هو من يصدُقك لا من يصدّقك .

كل من حولك هم أصدقائك، والديك ،إخوتك ،أسرتك ،أقاربك ،جيرانك، مجتمعك، وهي تتعداهم لتجتاز كل القلوب بغض النظر عن الجنس واللون والعمر والثقافة والدين .

ولكن الصداقة تتفاوت في روابطها بينك وبين الطرف الآخر بمقدار حجم العلاقة التي تربطكما مع بعض ،فهي درجات ، ولكن أمتنها ما كان خالصاً لله ،دون منفعة أو مصلحةٍ آنية ٍ تنتهي بانتهاء الهدف .

ان الصداقة الخالصة لله مع الأيام تتحول إلى حب سامي ، تتعارف فيه الأرواح وتصبح للعلاقة لغة تقرأ من العيون دون الكلمات ، فتنمو لتصبح علاقة عشق ،كلما نمت الثقة بينك وبين من تحب وتعاشر وتخاطب،عشق الروح والنفس والقلب والعفة والطهارة .

وكما جاء بمعنى الحديث الشريف، الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تنافر منها اختلف ،ومن هنا لا يمكن للأرواح غير المتطابقة أن تستمر في علاقاتها ،لأن الاصل في الديمومة هو التعارف ،فما تعارف إئتلف ، وإلا فإنها في لحظة ما سوف تتنافر وتبتعد تلقائيا لتموت رويدا رويدا.

لذلك فإن مهمة اختيار الصديق هي مهمة شاقة ومضنية لأنها تترك للأيام حتى تقول كلمتها وتنفض غبار ما تخفي ،والأصعب أن نحافظ على ديمومة تلك الصداقة فلا تموت او تبهت بسبب شهوات الدنيا التي غالبا ما يفسدها التزاحم على الدنيا والشهوات أو التنافس والتحاسد بين الأحبة .

ولا بد من مراعاة العديد من الأمور والتي تعتبر من الثوابت في علاقاتنا مع أصدقاءنا خلال تعايشنا معهم وهي من الضروريات والأساسيات في تعاملك مع أصدقائك:

الصديق يحتاج منا إلى الإهتمام والاحترام ،ويحتاج الى الكلمة الطيبة التي هي غذاء الروح ، ويحتاج إلى البسمة التي هي عقد قران الأخوة والتزاوج الروحي ،والصديق بحاجة الى لغة التخاطب والتقدير التي تعبر عن الاهتمام ،وان تنزلوا الناس منازلهم وأقدارهم ،والصديق بحاجة ان تخاطبه أمام الناس بأحب اسمائه والقابه ،وأن تثني على ما يقدم لك من خير او عمل ،وان تحدثه عن الذي يسره ، وان تنصحه إن اخطا باسلوب النصيحة المتعارف عليه،هكذا يجب ان تعامل صديقك كما تتمنى من اصدقاءك ان يعاملوك .

ومن اهم النصائح أن لانتعالى على اصدقاءنا ، بالعلم او المعرفه ،أو الحسب والنسب والشهرة ،فعندما تكون على صواب فانك تجذب الناس إلى وجهة نظرك ولأسلوبك في التفكير بلطف ولباقة، وعندما نخطئ فالاعتراف بالخطا فضيله ولا يفقه لغة الاعتذار الا ذو خُلق عظيم لتدوم العلاقات .

وتبقى الصداقه فنٌ ومهارة ، استثمارٌ وإداره ،سياسة شعوب هي أعظم من سياسة الدول ،هناك عقود ومواثيق لا تتغير بالاهواء والأمزجه ،وهنا سياسة أهواء وامزجه لا تلتزم بمواثيق ،وأخٌ بالله لك ربما خير من أخ لك ولدته أمك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق