الجمعة، 14 فبراير 2014

نشوء وازدهار عمان ،عمّان .

نشوء عمان
وانشاء الدستور والمجلس التشريعي
المقال العشرون .....(20)
بعد استقرار عبدالله مع اسرته ، 1925 م،بدات تتشكل المؤسسات السياسيه لأول مرة ،وعمليات رسم الحدود ،والاستعداد للهجرة الوافده لشرق الاردن ، في هذه المرحلة ارتفع عدد قاطني عمان من( 3000) إلى( 20000 ) عشرون الفا أغلبهم من سوريا وفلسطين والحجاز بالاضافة للسكان المقيمين من الاصل فيها ، وبدأت تظهر ملامح البنيان ، وبدات اعادة رسم الشوارع الرئيسيه ، وبرزت المحال التجاريه الدكاكين ، وبدأ الامير باكمال قصر رغدان الذي بدأ به عام 1923، وتم بناء مكاتب له ومقر اقامة بريطاني ، وبدأ تحسين نظام البرق والاتصال ، وتم الاستفاده من خط القطار الذي يربط بين دمشق عمان معان الحجاز وحيفا .

في العام 1927 ضرب زلزال مدمر عمان ، اسقط بعض الابنيه فيها ، ولكن للأسف وجدت ان من قام بتعمير ذلك الخراب هم أعضاء الكيبوتسات في فلسطين ، وشيدوها بدل الطين بالاسمنت .

امضى الامير حياته منذ كان شابا مرتحلا وذكرت ذلك بالمفالات السابقه ولم يستقر كثيرا، لذلك لم يقم في عمان كثيرا وامضى وقته مترحلا في خيام يحملها لعدة اسابيع في اماكن مختلفه من الامارة ، فهي متعة بالنسبة له ،ويريد من خلالها توطيد علاقاته بالعشائر الاردنيه ، واغلب اقامته كانت في وادي الاردن ،ووادي اليابس، لوحده ،ولا يرافقه احد من أزواجه او ابنائه .

كانت أكثر حاشية الامير من السوريين والفلسطينيين والحجازيين ، ونادرا ماكان يقرب اليه الاردنيين ، فيبقي بينه وبينهم مسافة ، محاولا ابعادهم عن المناصب الحساسة في الدولة وكما يقال هي سياسة بريطانيا ، وكان يحاول ان يعتمد على ابناء شرق الاردن من الاعيان المحللين اي من عينهم ممثلين للعشائر في الشؤون اليوميه غير الرسميه ، ولم يصل اغلب الشرق اردنيين إلى منصب أكثر من عضو مجلس إداري في الاقليم في ذلك الوقت .


ماطل الامير في انشاء دستور رسمي للبلاد، أو حتى مجلس تشريعي حتى العام 1928 م ، خوفا من اختزال سلطته التنفيذيه ، وعندما شكل المجلس التشريعي استطاع الاردنيين من الوصول لأول مرة للمجلس التنفيذي ، اعلان الدستور اعطى بريطانيا صفه رسميه كي تتحكم بمفاصل الدولة ،كون بريطانيا كانت انذرت الاميروذكرت ذلك بمقالاتي السابقه عندما كان بالحج وعاد وفرضت عليه شروط وقبل بها لتنفيذها لاحقا ، وبدات العلاقات تفتر بينه وبين بريطانيا ، وبناءا على الدستور سوف يتم تسميه شرق الاردن بدل (منطقه ) وتصبح( امارة ) ، وتحديد مهام المفوض السامي في فلسطين ،والامارة .

حتى العام 1928 ،أوهم البريطانيون الامير ومن معه ان مجرد التوقيع على اتفاق يعني الاستقلال ، لكن الاتفاقيه كانت بيان حقوق بريطانيا وواجباتها في شرق الاردن ، وتتمثل حقوقها في الشؤون الخارجيه ، والقوات المسلحة، والاتصالات ، وموازنة الدولة، في حين خلت الاتفاقيه من الاشارة الى اية كلمة عن استقلال الامارة ، وأما ما حصل عليه الامير هو فقط ، سنمدكم بالمال الكافي لميزانية الدولة ، اذا دولة تدار بحكم بريطاني مباشر وغير معترف بها كمستقله وهي من تمدها بذلك المال .
نكمل بالبحث القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق