الأربعاء، 19 فبراير 2014

الواقع العربي بين الحاضر والماضي

الواقع العربي بين الحاضر والماضي

يتبادر لذهن الكثيرين أنّ تاريخنا مشرّف كأمةٍ عربيةٍ ،ولها ماض عريق تعتزُّ به وتفتخر ، في حينَ أنّ لا تاريخ لنا نعتزُ به ونفتخر ، لاتاريخٌ حضاري ،او صناعي ، أو تاريخ بطولات وانتصارات.

أمّتنا العربيه بدأت عندما انسلخت عن دولة الخلافةِ الإسلاميه، والتي استمرت ستمائة عام، تابعين لها بكل مقوماتنا ،لننتقل من دولة الخلافة إلى أحضان الإستعمار الحديث بكل معانيه ، إستعمارٌ بالجيوش بدأ ،وانتهى باستعمار الارادة والاقتصاد والفكر .

1917 م هو تاريخنا الحديث الذي بدأ بسايكس بيكو ووعد بلفور ، فهذا المستعمر هو من رسم لنا حدود اوطاننا الذي لازلنا نقدسه أكثر من كلام الله ، وهو من اتى بالحكام العرب واختارهم بما يتلائم وفطرتنا وحبنا لديننا وعقيدتنا ، وهذا المستعمر هو من أنشأ دساتيرنا العلمانيه التي لا تمت للإسلام بصلة إلا إسماً، ونظام الحكم إسلامي، والدولة دينها الاسلام .

عن أي تاريخ مشرّف نتحدث ، واول من اسس الحكومات العربيه هو من منحنا الحدود ، والحُكم ،والدستور ،وهو من أنشأ الحكومات وزرع الزعامات ،وورث المناصب العليا في السلالات،وأنشأ الجيوش وسلها وقلدها الأوسمة وأية أوسمة نتحدث عنها ونحن من هزيمة إلى هزيمة .

فأي تاريخ عربي نعيش إذا كانت ماضينا وحاضرنا هو إمتداد لذلك الإستعمار ، والجهل الفكري والعلمي يعضف بأمتنا ،أموالنا تنهب منذ ذلك التاريخ ، فنفطنا وخيراتنا هي بأيدي الأجنبي هو من يستخرجها وينتفع بإيراداتها في بنوكه ليستمر نهوضه العلمي والتكنلوجي ،ويستمر جهلنا وتخلفنا .

حاضرنا اليوم هو مآسي الأمس ودمار المستقبل ،إن المستفيد الوحيد في المنطقه هي الحركة الصهيونية التي أنشأت اسرائيل ، التي بدات حياتها ومسيرتها بالاحتلال والقتل والحروب والدمار ،وبعد ان بسطت نفوذها على أكبر مساحة من الأرض العربيه وامتلكت أكبر ترسانة عربيه ، بدأت تتحول من الاسعمار العسكري إلى الاستعمار الاقتصادي من خلال السلام ، والذي منحها خطوة جديده وهي الاعتراف بها كدولة على ارض فلسطين ، وفي ظل الضعف والوهن العربي وهذا التناحر الدولي العربي والقتال المحلي من خلال الربيع العربي تطل علينا اسرائيل لتستكمل المرحلة الثالثة من عمرها ،مطالبة بيهودية الدولة وتحدثت عن اخطار هذا المصطلح سابقا على فلسطين وشعبها وامتنا العربيه .

حاضرنا هو ماضينا ، وكنا ولازلنا وسنبقى أمةٌ تابعة مسلوبة الإرادة، أمة متناحرة شعوباً ودُولاً ،عدونا الحقيقي معروف ولا يحتاجث إلى شاهد، ولكن الخطرُ علينا من عدوٍ نحسبه منا وما هو من ديننا ولا عقيدتنا ولا ملتنا ، لسانه عربي وقلبه أعجمي ، وفكرهُ غربي ، إنهم المنافقون المتسللون بين ظهرانينا ، انهم سبب كل مآسينا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق