الثلاثاء، 4 فبراير 2014

امارة شرق الاردن، الامير عبدالله الاول ،بريطانيا والامير عبدالله



المقال السابع عشر
 امارة شرق الاردن
بعد عودة عبدالله من الحج وتسليمه الانذار البريطاني الذي ذكرته في المقال السابق ، وشعورهم بالاذعان له ،بدأوا بالتدخل في رسم الشأن الداخلي قي أدق تفاصيله ،وخاصة الامور الماليه ،وذكرت ان المسؤول المالي كير كبرايد سدد ديون عبدالله ، وقلص موازنه التي لم تعد تكفي مصاريفه .

في العام 1926 شكلت بريطانيا قوة حدود في فلسطين تابعه لبريطانيا لتعمل داخل شرق الاردن وهذا خلق التباسا جديدا حيث حول الفيلق العربي المشكل الى شرطه ودمج مع حرس الحدود ليقوم بدور امني متعدد الادوار بقيادة ثلاثة ضباط بريطانيين ،وهنا اعيد طرح السؤال :ما علاقة شرق الاردن بفلسطين ، مادام الجيش البريطاني المشكل في فلسطين يعمل  شرق الاردن وادارته تتلقى اوامرها من فلسطين ،اذا ستتحمل الادارة الفلسطينية مسؤولية النفقات.

المفوض السامي في فلسطين  بلومر رفض الفكرة وهدد بالاستقالة ،واخيرا طرحت بريطانيا فكرة النفقات ان تجزأ الى خمس اسداس للقوة في فلسطين وسدس لشرق الاردن ،على حد قول البريطانيين إن أمن فلسطين من أمن شرق الاردن الذي لا زلنا نسمع صداه من يهود لليوم .

الخص أهم الأوراق شائكه خلال السنوات من 21-26 لنعرف اهم الاحداث :
n     تطورات متسارعه شهدتها المنطقه ،اولها بدأ بقدوم الامير الى معان
n     واختلاف وجهات النظر بين الساسة البريطانيين بخصوص شرق الاردن والى اي دولة عربية يتم ضمه
n      وجود القوميين العرب والتفكير بطردهم
n      تشكيل حكومات واعضائها من خارج الاردن من القوميين العرب
n     تشكيل الفيلق العربي ونفقاته ودمجه مع فلسطين ثم التراجع مد وجزر
n      نفقات الامير والجيش ، وطرح مشكلة تبذير الامير للأموال وانفاقها باسراف
n     عودة الشريف حسين للعقبه ،و الخلافات بين الشريف والانجليز لرفضه التوقيع على مطالب بريطانيا لتوطين اليهود في حين ان عبدالله يمارس عليه الضغوط ليوقع
n      ثورات داخليه من قبائل العدوان وكليب الشريده ،و مقاومى الفرنسيين من داخل الامارة من القوميين العرب.
n     مهاجمة الوهابيين لقبائل شرق الاردن ووصولهم بالقرب من عمان والخوف من وصولهم حدود فلسطين
n     مشاكل الامارة والحدود مع الدول المحيطه لأنه لم يكن هناك اي حدود بعد ولا خرائط على الارض .
n     عودة الشريف والطلب من عبدالله الموافقه على نفيه فورا الى خارج الوطن العربي وكان قبوله مشكله في الحجاز والعراق وفلسطين للبريطانيين .
n     الاقتصاد وصل درجة الصفر حيث لاموارد ولا مقومات يعتمد عليها الامير لبناء دولة وبالتالي اعتماده الكلي على ما تقدمه بريطانيا فقط .
برزت الى السطح مشاكل جديده ،بقيام ثورات في سوريا  ، ثورة الدروز ضد الفرنسيين ، والتي ادت الى حركة تمرد انتشرت في سوريا ولبنان ،وكان سلطان الاطرش على علاقه بالامير عندما كان بالامارة وطلب من الامير الضغط عليه او التوسط لانها التمرد بحكم علاقتهما ،وبنفس الوقت نأى عبدالله بنفسه عن مد يد العون للثوار ، مم جعلهم ساخطين عليه ،طبعا ترتيب بريطاني خبيث حيدوا الحجاز واستولوا على فلسطين ، وخلقوا تمرد وضعف داخلي ، واضعفوا قوته مع القوميين العرب والثوار السوريين ، ولم يبقى له سند الا بريطانيا .
في ظل هذه الظروف بدأ يرفع شعار (وطني اولا) منذ عهد عبدالله ، فالحجازيون ارادوا ان يستولوا على الحجاز لأنفسهم ، والثوار السوريون فقدوا الثقة بوحدة الأمه وفكروا ان يتم التحرير بالاعتماد على انفسهم فقط دون مساعدة عبدالله ،فتفككت الوحده القوميه الشامله ، وتقلصت الى الوحدة القوميه بالوطن الصغير .

أما هيمنة بريطانيا فكانت تدير شرق الاردن بخبث ، في العام27 غيرت لقب الممثل البريطاني الى (مقيم بريطاني) ،وهو مسمى خطير ،وجعلت قيادة الجيش بريطانيه بحت، والزير الاول لعبدالله عربي متجنس حديثا ولا يتمتع باي صلاحيات او نفوذ ،ويتم اختياره بان لايكون مرتبطا بالقوميين العرب ،ولا متمتعا باي دعم قبلي محلي ، وحتى من كانوا تحت أمرته يتم اختيارهم من البيروقراطيين هم ممن تم منحهم الجنسيه حديثا ،كل ذلك لاضعاف الدولة واركانها من التفكير بقيام حركات تمرد في وجه بريطانيا على نظام القوميين العرب في سوريا ، وهذا الضعف يسمح لهم بمزيد من التنازلات سواء من الامير او وزيره الاول ومن هم تحت امرته .

منذ العام 1924 استلم زمام القضاء والماليه الضباط البريطانيين وتم تعيين اربعة فلسطينيين لإدارة الامارة منهم السكرتير المدني ،والمدير العام للبريد،ومدير الصحة ،ومديرالاشغال ثم بدات عملية زيادة البريطانيين والفلسطينيين الذين يديرون شؤون الامارة واستلم الفلسطينيون والسوريون ادارة شؤون الصحة، ومساحين ومعلمين ،وموظفين في الزراعه وبعضهم استلم منصب رئيس وزراء ابراهيم هاشم ،وتوفيق ابو الهدى ،وكذلك سمير الرفاعي الذي كان كان عضوا في الجهاز المدني التابع لسلاح الجو الملكي أتوا به من فلسطين ،وبدا خلال هذه الفترة توافد مزيد من السوريين والحجازيين الى عمان التي اخذت تنمو وتزدهر ويزداد عدد سكانها ،ونتيجة الصراع في سوريا كحالنا اليوم بدأ كبار التجار السوريين يهافتون على عمان هربا من الحرب والثورة ،وكانوا خبراء بكل انواع التجارة،وبدأوا بالاستيراد من دمشق الى عمان وبقوا الى اليوم من السكان المقيمين ولم يعودوا الى سوريا .

كذلك الامير استدعى المقربين له في الحجاز وأصبحوا جزءا من الاردنيين واستلم عبدالله سراج رئاسة حكومته في تلك الفترة ،والتحق بعضهم بالفيلق العربي واتخذ من بعضهم مستشارين في الشؤون العشاريه وكان ضمن من عادوا اسرته والتي سنتحدث عنها لاحقا مع الحجازيين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق